ads
ads

محمد مختار يكتب : عندما تدفن نقابة الصحفيين رأسها في رمال الجمعية العمومية … فوبيا البدل تغلق باب المستقبل أمام صاحبة الجلالة

محمد مختار
محمد مختار

يوما بعد يوم تثبت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أنها تنتمي للماضي وليس للحاضر وعلى الرغم من أن بعض أعضاء مجلس نقابة الصحفيين كانوا أكثر انفتاحا على المستقبل عندما تحدثوا بصوت خافت عن قيد محرري المواقع الإلكترونية في جدول المنتسبين لنقابة الصحفيين إلا أن هبة الجمعية العمومية ضد الفكرة كانت كفيلة بأن يتبرأ المجلس من الفكرة بل وتحول الغضب المصطنع والرفض المطلق لفكرة ضم محرري المواقع الإلكترونية لنقابة الصحفيين انتسابا أو انتظاما لمزايدة انتخابية وأكد كل مرشح رفضه القاطع للفكرة مع وعد لجموع الناخبين بالتصدي للفكرة بكل قوة .

حسنا دعونا نفترض أن الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين قادرة على الاستمرار بكل أدواتها في رفض التحاق محرري المواقع الإلكترونية بعضوية نقابتهم وأن تقتصر العضوية على العاملين في الصحف الورقية فقط فماذا سيحدث ببساطة سيحدث أمران متوازيان وكلاهما لن يصب في مصلحة العمل الصحفي الأمر الأول أن تستمر بعض الصحف الورقية في الصدور بالحد الأدنى للطباعة والحقيقة فأنا أعلم الأرقام الحقيقية لطباعة معظم الصحف والمجلات وحتى لا أتهم بالمبالغة فلن أذكرها لكن في بعض المجلات العريقة لا تكفي النسخ المطبوعة التوزيع المجاني للعاملين في مباني المؤسسات التي تصدر هذه المجلات .

أما الأمر الثاني فهو أن بعض المؤسسات الصحفية التي تملك مواقع إلكترونية ناجحة سوف تلجأ إما إلى شراء إصدارات ورقية لتمنح العاملين بها عضوية توفر لهم الحماية القانونية للانخراط في العمل الصحفي وهو خيار ليس شائعا وسوف تكون النتيجة في نهاية المطاف أن آلاف المحررين العاملين في مئات المواقع سوف يبقون بلا شرعية وبلا غطاء قانوني للعمل أو حتى اعتراف من أي نوع بما يستحقونه من حماية قانونية ومظلة مهنية يمارسون من خلالها عملهم الذي لا يمكن أبدا وصفه إلا بأنه عمل صحفي بامتياز .

إن الحقيقة التي يجب أن نعترف بها أن الورق كوسيط طباعي لم يعد خيارا مناسبا للعمل الصحفي وأن الوسائط الجديدة التي ظهرت مع ظهور الإنترنت حلت محلها ولا نعلم ماذا يظهر غدا من مستحدثات لكن الذي نعلمه هو أن ما يقوم به آلاف الشباب من العاملين في تحرير المواقع الإلكترونية هو شكل من أشكال العمل الصحفي الاحترافي المتطور الذي يسبق في حرفيته ما قدمه جيلنا من عجائز الصحافة الورقية .

إن كاتب هذا المقال وهو في العقد السادس من عمره بعد أن مارس العمل الصحفي في الصحف الورقية من البحرين وحتى المغرب ومن السودان وحتى أمريكا الشمالية يجد نفسه قلقا على مستقبل المهنة التي أحبها وأنفق فيها عمره وهذا القلق ليس لأن المهنة سوف تنتهي ولكن لأن معظم أبنائها من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين يغلقون باب المستقبل أمام أجيال جديدة من الصحفيين الذين لن يجدون عملا بكل تأكيد إلا في المواقع والصحف الإلكترونية لأن هذه المواقع والصحف هي المستقبل بينما أصبحت الصحف الورقية تاريخا نحبه ونحترمه ولكن لا يمكن أن يكون هو بوابة للمستقبل .

وحتى نضع بعض النقاط على بعض الحروف دعونا نعترف هنا في هذه المساحة العامة التي يشاركنا في قراءتها أبناء المهنة وغيرهم من القراء بأن ما يجعل أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين رافضين من حيث المبدأ فكرة ضم الآلاف من محرري المواقع الإلكترونية لجداول نقابة الصحفيين هو خوفهم من أن يؤدي هذا الانضمام الكبير لتوقف الدولة عن الاستمرار في تأمين بدل التدريب والتكنولوجيا لأعضاء نقابة الصحفيين وهو البدل الذي تحول لمصدر دخل يعتمد عليه معظم الصحفيين في مصر بعد تدني دخول الصحفيين لمستويات لم تعرفها المهنة من قبل وهي قضية أخرى ذات شجون .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً