ads
ads

ماجي قطامش: أزمة حقيقية بين الرجل والمرأة في زمن لم يعد يعرف الرحمة

ماجي قطامش
ماجي قطامش

هل أصبحنا فعلًا نعيش في زمن أزمة بين الرجل والمرأة؟

أزمة حقيقية، لا بسبب غياب الحب، ولكن بسبب ثِقل الحياة وضغوطها التي لم تترك لنا مساحة للسكينة ولا للحوار.

في زمننا هذا، تغيّر كل شيء.

تغيّرت الوتيرة، وتغيّرت الأولويات، وحتى المشاعر نفسها أصابها الإرهاق.

الحياة الاقتصادية أصبحت خانقة، وعدد ساعات العمل أصبح مبالغًا فيه، والتكلفة النفسية لكل يوم صارت باهظة جدًا.

المرأة غارقة بين مسؤوليات البيت وتربية الأبناء ومتابعة مدارسهم وتمارينهم، وحجم “التاسكات” اليومية أصبح فوق طاقة بشر.

وزمان، لم يكن الأمر بهذا التعقيد… لم تكن هناك كل تلك الالتزامات، ولا تلك الضغوط التي جعلت من كل يوم معركة صغيرة.

في المقابل، الرجل أيضًا لم يعد كما كان.

أيام زمان كان الرجل يذهب إلى عمله ويعود في الرابعة أو الخامسة مساءً، ليجد أسرته في انتظاره، يجلس معهم على الغداء، أو يحتسي كوب شاي في شرفة البيت مع زوجته، أو يتمشى قليلًا مع أسرته في المساء.

كانت هناك دفء أسري، ودفعة من المودة والرحمة تُعيد التوازن للحياة.

أمّا اليوم، فقد تغيّر المشهد تمامًا.

الرجل يغادر بيته صباحًا، ولا يعود إلا ليلًا مرهقًا مستنزفًا من العمل والضغوط والمشكلات، والمرأة تنتظره بعد يوم طويل أكثر قسوةً مما يتخيله هو.

هو يريد منها أن تحتويه، وهي منهارة من التعب.

هو يحتاج حضنها وسكينتها، وهي تبحث عن كلمة طيبة واهتمام بسيط.

لكن أين الوقت؟ وأين الطاقة؟ وأين الودّ الذي كان؟ لا هو فاضي، ولا هي فاضية.

ثم جاءت السوشيال ميديا لتزيد الطين بلّة.

جاءت لتصنع مقارنات ظالمة بين واقعنا البسيط وصور مثالية مصنوعة بعناية.

أصبح الرجل يرى المرأة في الميديا مرسومة على “سنجة عشرة”، فيرتفع سقف توقعاته من زوجته بشكل غير واقعي.

وأصبحت المرأة ترى في الدراما والتمثيليات رجالًا يبدعون بالكلمات والمشاعر، فتتوق إلى شيء لم يعد موجودًا على أرض الواقع.

فحدث النفور… نفور من الطرفين.

ولم تتوقف الكارثة عند هذا الحد، بل تسلّل إلى بيوتنا إحساس بالخوف وعدم الأمان.

أصبح الشك جزءًا من العلاقات.

المرأة لم تعد تشعر بالأمان مع زوجها، تخشى أن يراها أقل من غيرها، أو أن يتزوج عليها، أو يتركها في أي لحظة وخاصة مع انتشار الزواج العرفي وسهولته.

فتدخل معركة العمل لتؤمّن نفسها ماديا خوفا من المستقبل الذي تخشاه، وتبدأ رحلة جديدة من التعب النفسي والجسدي المبالغ فيه وهي لم تخلق لهذا الشقاء ، فقط لتضمن ألا يخذلها الزمن.

وفي الجهة الأخرى، هناك نوع من الرجال – وليس الكل – حين تتأزم العلاقة، لا يحاول أن يُصلح أو يحتوي أو يقترب، بل يستسهل الطريق الأقصر… يبحث عن أخرى.

يقول لنفسه: “مش عايز أهدّ البيت… عشان الأولاد.”

لاكنه ايضاً رجلا يعاني هو الاخر من ضغوط الحياه اليوميه وحرب سوق العمل وتوفير الرزق لاولاده وأسرته وله احتياجات طبيعيه يرغب فيها اي رجل حتي يواصل رحله العناء،

لاكنه هنا يظلم الجميع: يظلم نفسه، ويظلم زوجته الأولى، ويظلم الثانية أيضًا.

فأي منطق يقبل هذا؟ وأي دين يرضى بهذا الظلم؟

لقد أصبحنا فعلًا نعيش في زمن غريب، أكثر من ظُلِم كبير علي من تربّوا على القيم الحقيقية، من تربّوا على “العيب” و”الاحترام” و”الأصول”.

جيل كامل وجد نفسه وسط عالم ملوّث بالأفكار المستوردة، والمقارنات السطحية، والمشاعر الزائفة التي تبثّها الشاشات ليل نهار.

جيل يتعلّم منذ الطفولة أنه لا أمان، ولا استقرار، ولا علاقة دائمة.

لكن الحقيقة التي يجب ألا ننساها، أن الله خلق بيننا مودة ورحمة، لا منافسة ولا صراعًا.

خلقنا لنكمّل بعضنا، لا لنتعب بعضنا.

فهل آن الأوان أن نهدأ قليلًا، ونراجع أنفسنا، ونسأل:

هل نريد أن نعيش… أم فقط نُكمل العيش؟

الحياه أيها الرجل وايها المرأة ليست طويله كما تعتقدون

وهناك لقاء مع الله ينتظرنا ليسألنا ماذا فعلتم في الأرض ؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً