ads
ads

اكتب لكم عن ريهام : حين يلتقي الفن بعلم النفس في لوحة الحياة

محمد مختار
محمد مختار

في شارع يضج بالحياة والصخب، حيث تختلط أصوات المارة برائحة القهوة الطازجة، تقف ريهام صلاح عبدالعال كأنها لوحة حية، تمزج بين عمق الفكر وروح الفن. لم يكن عمرها، 27 سنة، إلا رقمًا على ورقة، بينما كانت شخصيتها تتسع لكل تجارب الحياة الصغيرة والكبيرة، كما لو أن الزمان اختصر في حضورها.

الفن عند ريهام ليس مجرد ألوان وأشكال، بل هو مرآة صادقة تعكس أعماق روحها، مشاعرها وأفكارها المتدفقة بلا حدود. كل لوحة ترسمها، وكل مشروع فني تتبناه، يحمل محاولة صادقة لفهم العالم من حولها، وإيصال رسالة دقيقة عن جماليات الحياة وتجارب الإنسان في صراعها وفرحها وحزنها.

أما علم النفس، فقد أصبح بالنسبة لها نافذة مفتوحة تطل بها على أعماق الآخرين، تتمعن في دوافعهم وتفهم سلوكهم، وتستكشف ما يختبئ وراء الأقنعة التي يرتديها الناس. هنا تتلاقى لدى ريهام الحس الفني مع الحكمة النفسية في تناغم نادر، فتخلق رؤية مميزة للحياة، رؤية ترى في كل تجربة، صغيرة كانت أم كبيرة، فرصة لفهم أعمق ولإضافة لمسة من الجمال والفهم لكل من حولها.

ريهام ليست مجرد فتاة تحب الحياة، بل هي من تضفي على الحياة ألوانًا ومعانٍ إضافية لمن حولها. ضحكتها المشرقة، التي تتسلل إلى النفوس قبل الآذان، وحديثها الذي يزخر بالأفكار العميقة والمتجددة، وطريقتها في التعامل مع كل موقف بحساسية ووعي، تجعلها حضورًا يترك بصمته في المكان قبل أن يغادر الجسد.

هي التي تستطيع أن تحول لحظة عابرة إلى تجربة حقيقية، تحمل بين طياتها معنى الحياة بكل تفاصيلها، وتجعل من كل تجربة صغيرة درسًا وعبرة لا تُنسى. في ريهام، يبدو كل شيء حيًّا: الكلمات تتحرك كما تتحرك الأفكار، والابتسامة تزرع دفءً في النفوس، والنظرة تحمل فهمًا لا يتوقف عند حدود المشهد، بل تمتد إلى ما وراء الأحداث لتغرس في الآخرين شعورًا بالانتماء والاعتزاز بالحياة.

عند ريهام صلاح عبدالعال، بدا الشغف وكأنه جزء من جسدها وروحها معًا، ينبض في كل حركة وفي كل ابتسامة، في كل كلمة تقولها، وفي كل صمت تختاره. كان الفكر عندها أفقًا رحبًا، يبحث عن المعنى في تفاصيل الحياة الصغيرة قبل الكبيرة، يتساءل عن دوافع الناس وأحلامهم، ويغوص في أعماق النفس الإنسانية كما يغوص فنان في لوحته ليكتشف الضوء والظل واللون الذي يمنحها روحها.

كانت ريهام، في كل يوم جديد، تتحدى روتين الحياة الذي يضغط على الآخرين ويخنقهم، لكنها كانت تجعل من كل تجربة صغيرة لوحة متحركة، تُعبر عن لحظة فريدة من الفهم والملاحظة. في حديثها، كان كل حوار رحلة لاكتشاف شيء جديد عن العالم والناس والوجود، رحلة تتداخل فيها الذكريات بالأفكار، والمشاعر بالتصورات، لتخلق رؤية مختلفة لكل ما يحيط بها.

حتى اللحظات العابرة، تلك التي قد تمر دون أن يلتفت إليها أحد، كانت عند ريهام تتحول إلى معنى، إلى درس، إلى لمحة من الجمال والحياة التي لا تنطفئ. كانت تجعل من كل نفس فرصة للتأمل، ومن كل نظرة فرصة لرؤية ما وراء المظاهر، ومن كل قلب مفتوح فرصة لفهم الحياة أكثر، لتصبح قصتها، بكل تفاصيلها، حكاية امرأة شابة استطاعت أن تجعل من الحب للحياة فلسفة، ومن البحث عن المعنى رحلة مستمرة لا تعرف النهاية.

ريهامريهام

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مصر وجنوب إفريقيا (1-0) في كأس أمم إفريقيا 2025 (لحظة بلحظة) | خطيرة من إمام