في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، من اضطاربات اقتصادية ونفسية، حيال تفشي فيروس كورونا المستجد"كوفيد-19 "، هناك إجراءات إحترازية تتخذها السلطات المصرية لمواجهة الفيروس، تنحصر أغلبها في كيفية الوقاية والتصدي له من خلال إستخدام المستلزمات الوقائية الطبية اللازمة" كمامات، قفازات طبية، كحولات، وغير ذلك..".
ومن هنا بدأ المواطنون في تفعيل التوجيهات والاجراءات الاحترازية، خطوة بخطوة، من اسختدام منظف الكلور إلى القبول على مستلزمات كورونا الطبية، الأكثر أمانا وتداولاً داخل الصيدليات، ليتفاجئ المواطنون بإنقلاب غير مسبوق، في إرتفاع أسعار مستلزمات كورونا الطبية، تمثلت اولا في أرتفاع سعر الكحول من 7 جنيهات إلى 35 جنيهاً "زجاجة 125 ملل"، ثم تليها القفزات الطبية والكمامات، لتصعد سلم الأسعار قفزة تليها قفزة أكبر حجمًا وسعة.. تقد تجعلك في صدمة وزهول!
"إحتكار خلف الستار".. هكذا وصفت حال تجار المستلزمات الطبية، بالصيدليات وغيرها من منافذ بيع الكيماويات، هذا الوصف لم يكن ساكنا مكبلًا يداه ورجلاه في ذاكرتي، ليدفعني الأمر أن أجري هاتفاً بالدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية بإتحاد الغرف التجارية، حتى أرح زهني وأقنعه بأن من يفعل ذلك القلة، ولا أحد يعلم عن مبيعاتهم شيء، ولكن حديثي معه كان لي صدمة كبيرة.. هناك مسؤول يعلم بكل ما يفعله التجار والصيادلة، ولكن يتبرأ منهم وينسب إمدادهم للأخرين!؟
اطمأن قلبي حينما قال لي رئيس شعبة الأدوية:" ليس هناك زيادة في محاليل الملح، والجولكوز".. لكن أخذتني هدنة فزع وحزن حينما قال:"الزيادة اقتصرت على الكحولات والكمامات والقفازات الطبية، نظراً لكثرة إقبال المواطنين عليهم، وهذا يرجع للشركة القابضة للأدوية بزيادة أسعارها استغلالًا لموقف المواطنين"..
بعد مرور بضع ساعات، من نشري لتصريحات رئيس شعبة الأدوية، أرى بيان من الشركة القابضة للأدوية، يرد من خلاله الدكتور أحمد حجازي، رئيس مجلس الإدارة، على شعبة الدواء بالغرف التجارية، لينفي قيامه والشركات التابعه للقابضة، إرتفاع أسعار الكحولات، ويؤكد إلى أنه يوجد منتجين آخرين للكحول، بخلاف شركة السكر بالحوامدية، ولا يوجد تعامل بينها وبين الشركة القابضة للأدوية، مشيرا إلى هذا الأمر يؤكد أن الصيدليات تحمل على المنتجات الكحولية من مصادر متعددة، بخلاف الشركات التابعة للشركة القابضة للأدوية.. "رد قد يقنعك، ولكن يحتاج لدراسة ومواجهة أمام الواقع".
كان يتردد على آذاننا زمنًا طويلاً من على منابر الجمعة، وفي قنوت رمضان: اللهم إنا نعوذ بك من الغلاء والوباء، والزنا والزلازل والمحن؛ ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارفع الغلاء عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، وربما مرَّ علينا هذا الدعاء كغيره من الأدعية لا نشعر بقشعريرة في جلودنا؛ لأننا لم نعرف أثر غلاء الأسعار، حتى وقعت فئات المجتمع المصري "الأكثر فقراً وماتحت الأثرياء" فريسة لها، وضحية لمرارتها، في ظل الظروف الراهنة التي ينتشر خلالها فيروس كورونا المستجد في البلاد.. فلا تحكتروا، لأن النبي (ص) نهى عن الاحتكار، ووصف ممارسه بالملعون حين قال" المحتكر ملعون"، وأرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..