البطاطا والبطاطس مكان القمح في صناعة الخبز
استخدام "نخالة الأرز" في صناعة الخبز البلدي والبسكويت
تتجه الحكومة في الوقت الراهن لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل وتقليل فاتورة الاستيراد واستخدام البدائل في تقليل الفجوة الغذائية للمحاصيل الاستراتيجية التى لا يمكن الاستغناء عنها وعلى رأسها القمح المصنع الرئيسي لرغيف الخبز الذى يمثل "القوت" اليومي لأي مواطن مصري، وغيرها من المحاصيل التى تواجه أزمات موسمية كالطماطم والأرز نتيجة الشح المائي، لذا يستعرض "أهل مصر" آراء الباحثين والمتخصصين في هذا القطاع وأخر ما توصله إليه.
وقال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الزراعة، أن مشروعات التوسع الزراعي الأفقي المخرج للأمن الغذائي.
وأضاف وزير الزارعة في تصريحاته: "إننا نستهدف استصلاح وزراعة قرابة 2.2 مليون فدان جديدة من الأراضي الزراعية"، متابعا: "لو لم يكن لدينا تلك المشروعات الضخمة من الزراعات كنا سنعاني".
وأكد القصير أن هناك دول كبرى تفرض قيود على شعوبها لشراء المنتجات، فيما تشهد مصر توافر جميع السلع ولا توجد أي مشاكل، مضيفا أن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي سيزيد من قدرات مصر الزراعية.
وأشار وزير الزراعة إلى وجود جهود كبيرة يتم بذلها في مشروع مستقبل مصر الزراعي، ولجأت إلى بدائل كثيرة لزراعة المشروعات القومية، موضحا أن حصة المياه في مصر لم تتغير منذ عهد محمد علي ولجأت الدولة إلى بدائل كثيرة لزراعة المشروعات القومية.
واستطرد السيد القصير أن الدولة نجحت في تحويل الصحراء إلى أراضي خضراء، كما يتم العمل على استصلاح ما بين 3 إلى 4 مليون فدان لزيادة الإنتاجية.
وشدد على أن نسبة الإهدار في المشروعات الزراعية الجديدة قليلة جدا، كما أن استخدام الميكنة الحديثة في الزراعات لمراقبة المحصول.
وذكر وزير الزرعة أنه يتم الاعتماد على الأصناف الجديدة في الزراعة مثل أصناف سخا 95 وجيزة 171، وسيتم التوسع في إنتاج التقاوي المعتمدة لزيادة الإنتاجية.
وأضاف أن إجمالي المساحة الزراعية الكلية في مصر تبلغ 9.7 مليون فدان بإجمالي مساحة محصولية حوالي 17.5 مليون فدان تساهم بنسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي 17% من الصادرات الزراعية، مشيرا إلى أن الدولة المصرية وضعت ضمن رؤية مصر 2030 أهداف استراتيجية لتدعيم ملف الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة تمثل أهمها في الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية وتحقيق قدر كبير من الأمن الغذائي وتقليل الفجوة وإقامة مجتمعات زراعية جديدة متكاملة وتدعيم القدرة التنافسية للمنتجات.
وعن خبز البطاطا، قال الدكتور عبدالعزيز الجندي، الأستاذ بمركز بحوث التغذية التابع لمركز البحوث الزراعية، إن الأبحاث العلمية المرتبطة بدمج البطاطا بالقمح تعود لفترة التسعينيات، مشيرًا إلى أن النسبة الصالحة التي تدخل في إنتاج رغيف الخبز تبدأ من 35% إلى 60% من وزن الرغيف بحسب رغبة المستهلك ونوعية القمح.
وأضاف الجندي، في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن البحث الخاص بدمج البطاطا بالقمح جاهز للتطبيق منذ عام 2002، لافتًا إلى أن الفترة الماضية شهدت تجربة نفذت في الوادي الجديد، شهدت خلط 15 طن بطاطا بالقمح، وأظهرت نتائج عالية تحت إشراف المحافظ.
وأفاد أن محصول البطاطا هو الأقرب للدمج بالدقيق، نظرًا لاحتوائها على نسبة بروتين عالية ونشويات، مضيفًا أنها ذات قدرات غذائية وصحية عالية سواء في النشويات بالإضافة إلى السكر المنخفض، الذي يعمل على تحسين جودة الرغيف خصوصًا أصحاب الأمراض المزمنة.
أوضح أن قطاع الزراعة يعد من أهم القطاعات الموجودة في مصر بفضل الجهود المبذولة من الدولة في هذا القطاع خاصة زيادة المحاصيل الزراعية والاعتماد بشكل كبير على الصادرات الزراعية.
وأشار إلى أنه يجب أن يكون هناك خطوات جادة وفعالة من قبل وزارة الزراعة في الاعتماد علي الزراعة التعاقدية والاهتمام بالمحاصيل التي يوجد لدينا عجز فيها من الحبوب الزراعية مثل محصول القمح والذرة والارز والذرة وغيرهما من المحاصيل التي تستورد منهما مصر كميات كبيرة من الخارج.
ومن جانبه، قال الدكتور خالد سالم، الخبير الزراعى في مركز البحوث الزراعية، إن كل البدائل لابد من أن تستخدم لتقليل الفجوة الغذائية سواء بطاطا أو بطاطس أو أرز أو ذرة أو شعير أو حتى بقوليات.
وأضاف أن ذلك بهدف مواجهة الأزمة العالمية وخطوة نحو تقليل فجوة الاكتفاء الذاتى باستخدام بدائل غير تقليدية، ولابد من الأخذ بكافة السبل تحقق تنمية زراعية مستدامة مثل الاعتماد على التوسع الأفقي، والتوسع الآن فى المشروعات جديد مستقبل مصر.
وقالت إيمان سالم، مدير معهد تكنولوجيا الأغذية، بمركز البحوث الزراعية: "نستهدف ملف التمور وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الزراعة، لتقليل الفاقد في التمور حيث يوجد في مصر 5 ملايين نخلة والتنوع في الأصناف وتوفير مواصفات جديدة للتصدير بما يضمن الوصول للعالمية، مع الأسف 4% من إنتاجنا فقط هو يتناسب مع مواصفات التصدير، وعملنا خطة لحل المشكلة واستغلال التمور طول العام وليس في رمضان فقط، ودخلنا في العديد من المنتجات كبديل للسكر، طحنه وإدخاله في المخبوزات وخاصة أنه مفيد وذو قيمة غذائية عالية كفيتامينات وحديد".
وأضافت: " فيما يخص باقى المحاصيل الأخرى التى تتأثر بالتغييرات البيئية والمناخية مثلا يحدث في الطماطم والفراولة وغيرهم يلجأ معهد تكنولوجيا الأغذية إلى التصنيع كانت لنا الريادة في تجفيف الطماطم على أرضها حلقات مجففة، مفرومة، مكعبات أشبه بالمرقة وبالتالي يقلل الأسعار ويحل الأزمة الموسمية".
وهناك دراسة قامت بها الدكتورة سهير نظمي، رئيس قسم معهد تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية والدكتور عمرو مصطفي أستاذ بقسم الكيمياء الحيوية وعميد كلية الزراعة جامعة القاهرة السابق، أثبتت إسهام أحد مخلفات الأرز "ردة الأرز" في إنتاج الخبز البلدي.
وأفاد الدكتور عمرو مصطفى أن ردة الأرز هي أحد بدائل القمح حيث يمكن أن توفر ما يقرب من 375000 طن، بالإضافة إلى توفير ما يقرب من 7000 طن من زيت الأرز عالي الجودة، مشيرا إلى أن هناك العديد من التجارب والأبحاث العلمية التى أثبتت جدواها في نمو الاقتصاد الوطني.
وتحقيق أهداف التنمية المستديمة، ومن هذه الأبحاث الاستفادة من "رجيع الكون" أو "ردة الأرز" أو "نخالة الأرز" بعد استخلاص الزيت منه في العديد من الصناعات الغذائية، مثل الخبز البلدى وأنواع عديدة من البسكويت، لما له من قيمه غذائية عالية.
وأضاف عميد كلية الزراعة جامعة القاهرة السابق أنه يمكن أن يضاف بنسبة من 10% إلى 15% إلى الخبز البلدى كبديل للقمح للإسهام فى حل مشكلة رغيف الخبز.
وأشار إلى أن ردة الأرز تحتوي على جميع العناصر المعدنية والبروتينات والفيتامينات والالياف والزيت، ومن الممكن أيضًا الاستفادة من الزيت والذي يمثل فى "ردة الأرز" من 15% إلى 20%، ويتميز هذا الزيت بالعديد من الخصائص التي تجعله من أفضل أنواع الزيوت مثل تحمله لدرجات حرارة عالية.