في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه أكثر من مليوني فلسطيني ظروفًا إنسانية قاسية، بعد أن دخل القطاع في حالة انقطاع شامل ومستمر للكهرباء، ما أدى إلى شلل شبه تام في المرافق الحيوية، لا سيما المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي، وهو ما ينذر بانتشار أوبئة وكوارث صحية جماعية.
محطة التحلية.. الأمل الذي لم يصمد طويلاً
صرّح محمد ثابت، مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء بغزة، أن الاحتلال الإسرائيلي قطع التيار عن محطة تحلية مياه حديثة تم إنشاؤها بدعم من منظمات دولية. المحطة، التي بدأ تشغيلها في 14 ديسمبر 2024، كانت تزود قرابة مليون نازح بالمياه العذبة، قبل أن يتم إيقافها من قبل السلطات الإسرائيلية بعد فترة قصيرة من بدء عملها.
قرار إسرائيلي بوقف تزويد غزة بالكهرباء
وفي خطوة وُصفت بأنها تصعيد إضافي في الحرب الاقتصادية على القطاع، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في 9 مارس الجاري وقف بيع الكهرباء لغزة نهائيًا، ما أدى إلى توقف فوري لإمدادات الطاقة من إسرائيل، المصدر الرئيسي للكهرباء في القطاع.
هذا القرار جاء بعد سلسلة من الإجراءات المتتالية، شملت سابقًا تقييد دخول الوقود ومنع إدخال قطع غيار لمحطات الكهرباء ومحولات الطاقة، الأمر الذي دفع شبكة الكهرباء الداخلية في غزة إلى حافة الانهيار الكامل.
شلل في البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية
بحسب تقارير طبية وميدانية، أدت الأزمة إلى تعطيل معظم المستشفيات، فيما تعمل القليل منها على مولدات بدائية مهددة بالتوقف في أي لحظة بسبب نفاد الوقود. كما أدى انقطاع الكهرباء إلى شلّ محطات الصرف الصحي، وتسرب مياه ملوثة إلى الشوارع، ما يهدد بانتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا والتيفوئيد.
قطع المياه
في قطاع المياه، تفاقم الوضع بعد أن توقفت معظم الآبار ومحطات التحلية عن العمل، ليضطر السكان إلى الاعتماد على مياه غير صالحة للشرب أو الانتظار لساعات طويلة للحصول على كميات محدودة من المياه.
وفي تطور خطير، نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين إسرائيليين أن المرحلة القادمة قد تشهد قطعًا تامًا للمياه عن القطاع، ضمن سياسة "الخنق الكامل" التي تهدف – بحسب مراقبين – إلى دفع السكان نحو النزوح الجماعي أو الانهيار المجتمعي.
تحذيرات دولية غائبة عن التأثير
رغم التحذيرات الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، التي وصفت الوضع في غزة بأنه "الأسوأ منذ عقود"، لم تتخذ القوى الكبرى أي خطوات عملية لوقف الكارثة الإنسانية، وسط اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ أو الصمت.