وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ .. من المخاطب في هذه الآية ؟

العلاج بالقرآن
العلاج بالقرآن

يقول المولى عز وجل في سورة البقرة من كتابه العزيز : ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. من المخاطب بهذه الآية ؟ هل خطاب الله بهذه الأية المؤمنين فقط ؟ أم أن الخطاب يشمل أيضا غير المؤمنين ؟ يذهب جمهور من مفسري القرآن الكريم في هذه الآية إلى أنها تشمل المؤمنين وتشمل غير المؤمنين أيضا، وذلك على اعتبار أن مقام الترغيب هو الوسيلة التي استخدمها الشارع الحكيم قصد جلب المخاطبين واستجابتهم لدعوته تعالي وقبول الحق الذي أمر به، فالترغيب هو خير وسيلة للتمسك بالعبادات واجتناب المعاصي وهي ما أعده الله للطائعين فيزدادون طاعة وتقوي ويورث الصبر على المكاره في الدنيا، رجاء أن يعوض عنه بالنعيم في الآخرة، ويولد الأمل ويبعث عن النشاط.

اقرأ ايضا .. وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ

ويذهب محمد أحمد محمد عبد القادر خليل ملكاوي، في كتابه عقيدة التوحيد في القرآن الكريم إلى أن خطاب الترغيب في هذه الآية تحبب إلى المسلم الطاعات ويبعده عن المعاصي ويدفع به إلى مقاومة الشيطان، وقد يعد الترغيب تعزيزاً وتشويقاً وتحبيباً بغية الإثارة وبعث الأمل في نفس الملتقي وهو وعد ويرافقه تحبيب واغراء أو تشويق، والمعزز مؤكد فلا يتردد الفرد في تحققه، وهو جزاء على عمل صالح أو امتناع عما هو سيئ أو ضار بمحض الحرية والاختيار، فهو يمثل شرطاً للأجر والثواب وهذا يعني الإثابة والثواب والمكافأة نتيجة قيام الفرد بأعمال جيدة بعد القيام بها، وهو يعد الدافع الإيجابي الذي يحصل عليه الفرد في حالة الاستجابة التي يتوقف عليها هذا الثواب، حيث تعد الرغبة خير وسيلة لتحقيق الغايات لما لهذا الهدف يسعي في إرضاء حاجة لديه، ويعد هذا الأسلوب نافع مع أكثر الناس الذين لا يأتون إلى الحق إلا بترغيب بنتائج إيمانهم أو تخويفهم عواقب كفرهم

WhatsApp
Telegram