يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)، فهل القرآن الكريم نزل إلى الأرض مرة واحدة في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما على النبى صلى الله عليه وسلم وفقا لأسباب النزول؟ أم أن المقصود بالآية الكريمة هو أن القرآن الكريم كان أول نزوله في شهر رمضان المبارك
القرآن الكريم نزل منجما على النبى صلى الله عليه وسلم
يجمع العلماء على أن القرآن الكريم نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما على حسب الحاجة والأسباب، وكان أول ما نزل سورة (اقرأ) في ليلة القدر، فصدق على ذلك أنه أنزل في ليلة القدر وأنه أنزل في رمضان؛ لأن أوله نزل في ليلة القدر في رمضان، واستند العلماء في ذلك القول إلى أن هذا هو ظاهر الأدلة الشرعية، وذلك لأن لأن كثيرًا من القرآن نزل في مكة في غير رمضان، وكثير منه نزل في المدينة في غير شهر رمضان المبارك.
القرآن الكريم نزل دفعة واحدة للأرض قبل أن ينزل على النبى
لكن مع ذلك فقد ذهب جماعة من علماء التفسير للقول بأن القرآن الكريم نزل دفعة واحدة للأرض قبل أن ينزل منجما على النبى صلى الله عليه وسلم، وذهبت جماعة من العلماء في ذلك القول إلى ما رواه وقال ابن عباس رضى الله عنه وجماعة: إنه أنزل إلى السماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر، إلى بيت العزة بيت في السماء الدنيا يقال له: بيت العزة، وكل سماء فيها بيت للملائكة يتعبدون فيه، وبيت العزة بيت في السماء الدنيا يتعبد فيه الملائكة، وفي السماء السابعة البيت المعمور، يتعبد به الملائكة أيضا