تجديد الخطاب الديني المصطلح الحائر بين التراث والأصول والحداثة والفروع

تجديد الخطاب الديني
تجديد الخطاب الديني

تزايد الجدل حول تجديد الخطاب الديني بين مؤيد ومعارض. ويتنازع تياران تيار يرى أن تجديد الخطاب الديني يجب أن ينطلق من مربع الحداثة. وتيار آخر يرى أن تجديد الخطاب الديني يجب أن ينطلق من التراث ومن الموروث على اعتبار أن التراث هو لب الخطاب الديني . فهل تجديد الخطاب الديني يجب يجب أن ينطلق من الحداثة أم من التراث ؟ وهل تجديد الخطاب الديني يمكن أن يمس الأصول؟ أم يقتصر على بعض الفروع ؟ وما هى حدود تجديد الخطاب الديني ؟ حول هذه الأسئلة يقول فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، أن تجديد الخطاب الديني ليس معناه التعرض لأصول الإسلام وثوابته كالعقائد والأمور المجمع عليها، ولا يعني تجاهلَ آية قرآنية أو حديث نبوي صحيح، وإنما يعني الفَهمَ الصحيح لهذه الآية أو ذلك الحديث بعيدًا عن التشدد والتعصب في الدين؛ لأن الإسلام يدعو إلى كل ما هو حسن، وينهى عن كل ما هو قبيح، ويرفض التشدد والتعصب في غير الحق.

إن تجديد الخطاب الديني أمرٌ تفرضه الظروف والأحداث والمستجدات في شتى مجالات الحياة وتغير العصور والأزمنة، والمراد بتجديد الخطاب الديني: تطوير أساليب الدعوة إلى الله ورسوله بما يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه، وفي ضوء الأمر الإلهي الوارد في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125]؛ فمن الواجب علينا كمسلمين أن نقدم الصورة الحقيقية للإسلام وتصوراته الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وفقًا للفهم الصحيح عن العلاقات الدولية والاجتماعية والسياسية وسائر قضايا الإنسان المعاصر؛ لأن هذه المفاهيم تتغير من عصر لآخر وفقًا لطبيعة التعايش في المجتمع بين المسلمين وغير المسلمين ووفقًا لما يستجد من أحداث في الحياة على مر العصور، كل ذلك وفقًا للفَهم الصحيح للكتاب والسنة.

WhatsApp
Telegram