طرحت بعض جلسات مؤتمر تجديد الخطاب الديني الذي نظمه الأزهر الشريف مؤخرا حول فقه الواقع ؟ فما هو فقه الواقع ؟ وما هى أصوله ؟ وما علاقته بتطوير الخطاب الديني؟ حول هذه الأسئلة تقول أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إن مصادر الشرع الحنيف وسير أعلام الأمة وأئمة الدين قد دلت على ضرورة فقه المسلم لواقع زمانه، وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن مفهوم "الواقع" قد حظى باهتمام واستخدام واسعين لدى المعاصرين، خاصة مع نشأة علوم الاجتماع والإنسان في أوروبا نهايات القرن الثامن عشر الميلادي، وأشارت أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى أن قضية فقه الواقع لم تكن مثارة كقضية من قضايا الفقه الإسلامي قديما من باب أن واقعهم كان سهل الإدراك سواء لما اتسم به من بساطة وكان الفقه في هذه الفترة يساير واقع المسلمين البسيط. كما أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن المقصود بفقه الواقع تعبير عن حسن فهم مقومات الحياة المعاصرة وخصائصها، وأهم قضاياها المستقرة، ومكوناتها المتعرضة للتغير باستمرار، مع امتلاك حس الاتصال بهذا الواقع والقدرة على المشاركة فيه.
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن فقه الواقع يقوم على ركنين هما الثقافة والرؤية. فالثقافة الواقعية معرفة مكتسبة عن عيش العصر وأحواله والمعرفة بتاريخه الممتد فيه، والرؤية الواقعية طريقة مناسبة لتنظيم المعرفة والمشاركة في الأمر العام. واعتبرت دار الإفتاء المصرية أن فقه الواقع موضع محوري ضمن عملية الإفتاء، مشيرة إلى أن عملية الإفتاء تتألف من: فقه في النص، وفقه في الواقع. والفقه في الواقع كلي وجزئي. الكلي منه يتعلق بالخبرة والحس الواقعي المشار إليه أعلاه، والفقه الجزئي يتصل بحسن فهم الواقعة . وعلة ذلك فقد ذهبت أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى أن الواجب على المفتي وطالب علم الفتوى العناية بالتمكن من فقه الواقع؛ حفظا لدين الله تعالى وأحكامه أن توضع في غير مواضعها.