طارق متولي يكتب: الإصرار على الفشل

طارق متولي
طارق متولي
كتب : أهل مصر

عندما تخسر شركة ما أو مؤسسة ما فأنه من المؤكد أن هناك اسباب لهذا الفشل أسهل شيء أن ترجع هذا الفشل إلى القدر وارادة الله سبحانه وتعالى صحيح أن كل شيء مقدر على الإنسان وأن إرادة الله سبحانه وتعالى نافذة لكنها في نفس الوقت تعمل وفق معطيات وأسباب اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان ليأخذ بها فتتحقق أو لا يأخذ بها ويهملها فلا تتحقق.

لذا فلابد إذا فشلنا ان نبحث في أسباب الفشل كلها من ادوات واشخاص وطريقة تنفيذ للعمل فقد يكون الاشخاص جيدين ولكن الادوات التى يعملون بها غير جيدة وقد تكون الادوات جيدة جدا لكن الأشخاص لايجيدون استخدامها وقد يكون الاثنين جيدين ولكن طريقة التنفيذ والخطوات خاطئة.

كل عامل من العوامل المكونة للعمل له اهمية ودور مؤثر على نجاح العمل على سبيل المثال لو كان هناك مطعم مثلا اثاثه في منتهي الروعة ويستخدم افضل مكونات الطعام لكن الطاهي لا يجيد عمل الطعام او العاملين لا يحسنون استقبال الزبائن فمن المؤكد انه سيفشل في اجتذاب الزبائن ، الشركات الناجحة تفكر حتى في الغلاف في الكلمة المكتوبة على الغلاف. النجاح ليس ضربة حظ ولا هو عملا عشوائيا دون خطة فهذا هو الفشل بعينه.

الكارثة أن نخجل من الاعتراف بالفشل وندعي النجاح. كان لي صديق في الجامعة من اسوان يدرس معنا في كلية الآثار ويقيم بالمدينة الجامعية ظل يرسب كل عام ولا يخبر اهله في اسوان انه رسب بل يخبرهم انه نجح وانتقل الى السنة التالية حتى انه اضطر في النهاية ان يخبرهم انه تخرج من الجامعة والتحق بعمل وهو لا زال في السنة الثانية من كثرة الرسوب لم يحصل على الليسانس ، عمل في عدة اماكن دون مؤهل واهله يعتقدون ان حصل على الشهادة وانهى تعليمه فلم يحقق أي نجاح والكارثة الأكبر هي عندما نعرف اسباب الفشل ونتغاضى عنها ولا نغيرها ثم نعيد المحاولة مرة بعد اخرى ونتعجب اننا نفشل كل مرة لابد أن نسأل لماذا نفشل ولماذا ينجح الآخرون ونتعلم منهم كيف نجحوا ما الذي فعلوه ليحققوا النجاح وما الذي لم نفعله ، إذا كنا نريد النجاح الحقيقي في أي مجال من المجالات لابد ان نأخذ بأسبابه كلها وليس بعضها.

الإصرار والمثابرة والتصميم من الأشياء الجيدة والمطلوبة على ألا يكون هذا الإصرار والتصميم على الفشل وعلى الإستعانة بالفاشلين لأي سبب من الأسباب فهذا لن يؤدي إلى شيء سوى تكرار الفشل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً