اعلان

محمد أحمد كامل يكتب: «عد تنازلي»

محمد كامل
محمد كامل

العمر يمر سريعًا، فالحياة كالمسلسل كل يوم حلقة جديدة بتفاصيلها وشخصياتها، فاليوم الذي يمر لن يعود مرة أخرى، ولا يمكنك العودة للتعديل في تفاصيله، بلغة السينما "ون شوت".

خلقنا الله في الدنيا لسبب العبادة "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، سبحانه لا ضرر عليه من معاصينا، ولا منفعة له من عبادتنا، بل تعود المنفعة الأكبر علينا بسبب الطاعة، ونتضرر من المعصية، لقوله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

الحياة أقل من أن ندخل في صراعات ومشكلات وتفاهات ومقارنات، ثق بربك ثم بنفسك وتوكل على الله، الهدف والوصول للمراد ليس بالأمر السهل، فمِن الجميل أن تكون لدينا ثقة راسخة بتحقيق أحلامك، وعدم اليأس من تحقيقها مهما كانت كبيرة، لأنها قابلة للتحقيق طالما أنّك بذلت الجهد لإنجاحها.

الإيمان بالله بأن كل خير آت لا محالة شعور مُريح جدًا، أحيانًا تبتعد عن شيء ويكون خير لك دون علمك تجد ربك يقربه مرة أخرى، وأحيانا يُبعد عنا ما نتخيله خيرًا وهو سبب التعاسة ولكنك لا تدرك ذلك إلا بمرور الوقت.

دورك أن تفعل ما هو "ممكن"، وباستطاعتك، وتترك " غير الممكن" لله عز وجل، فهي أقدار وستجري كما كُتبت، والعد التنازلي مازال جاريًا لأيامك في الحياة.

ابحث عن الاستقرار الداخلي فهو يُعتبر من أساسيات الراحة، هو الذي يُشعر الفرد براحة وسعادة وطاقة على النجاح، البعض يرى أن تحقيق الاستقرار الداخلي يكمن في الزواج، والبعض الآخر يراه بالثبات في العمل والحالة المادي، كل شخص حسب أهوائه وأولوياته.

هناك مرحلة تجد نفسك "تنتظر"!، تتوقف حياتك على هذا الانتظار، سواء تنتظر عمل، حب، زواج، طفل، أموال، أو تنتظر مرور مرحلة بكافة تفاصيلها، والإقبال على مرحلة جديدة، "تنتظر" فقط.

الانتظار شيء مُهلك للأعصاب.. أن تنتظر الحصول على وظيفة، كِلمة من حبيب، تنفيذ وعد من الأهل، تنتظر تحقيق حلم ظللت سنوات تسعى وراءه، أشياء كثيرة ننتظرها، وطول فترة الانتظار نعيش في قلق وتوتر، إلى الوصول لدرجة كراهية ما تنتظره قبل حدوثه.

الانتظار كفيل أن يفقدك الشغف تجاه أي شيء مهما كان.

يتمكن منك الروتين، ما تنام عليه تصبح عليه، دون أي رغبة في نقاش أو عتاب، أو مشاركة في أحداث، وهنا يلاحظ المقربون تغيير شخصيتك ومعاملتك، ويأتي السؤال "مالك؟" ولكن لا رد! لأنك لا تعلم الإجابة من الأساس، ولكنك "منتظر" تفوق من هذه الحالة.

إياك والاستسلام لليأس، هناك لحظات ليس أمامك سوى "المعافرة" والسعي، لنفسك ولنظرة الآخرين لك، إياك والتوقف، لأن التوقف في هذه الحالة ربما سيطول ويؤثر عليك بالسلب، لحلمك قوة تلهمك، تشجعك، توقد عقلك، لتفعل كل ما في وسعك لتراه أمام عينيك، اسأل نفسك ماذا تريد؟ ثم لماذا تريد؟ وكيف ستصل ما تريد؟، وتذكر أن الفرق بين النجاح والفشل هو الفعل.

ابحث عن حافز وحلم لنفسك وبلغة الكمبيوتر اعمل "ريستارت".. أصبر، هانت، هتفرج وربنا هيفرح قلبك.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً