كتب الناشط تامر علي، عبر حسابه على "تويتر" إنه شعر بالحرية بعدما شارك فى مظاهرة نزلة السمان. تامر عرف نفسه باعتباره أمين شباب حزب التجمع سابقا، وهو ما يعنى امتلاكه قدرا من المعرفة والممارسة السياسية، المفاجأة أن المظاهرة الوهمية كانت فخا نصبته الشركة المتحدة لقناة الجزيرة القطرية وباقى قنوات المخابرات التركية فى اسطنبول وتسببت لهم فى فضيحة مدوية.. فكيف شارك فيها وشمّ نسيم الحرية؟
حزب التجمع نفى فى بيان رسمى انتماء تامر للحزب، وأكد عدم انتمائه للحزب وأن ما كتبه على حسابه يخدم أهداف جماعة الإخوان الإرهابية بالزج باسم حزب التجمع لخدمة تحركات الإخوان حتى يوفر غطاء حزبيا مدنيا وصنع دعم وهمى لتلك التحركات من جانب حزب مهم يمثل اليسار المصري.
لم تتوقف وصلات الغزل غير العفيف التى تقوم بها الجماعة الإرهابية تجاه الأحزاب والقوى السياسية فى الداخل وتلميحها لعدم مشاركتها فى الانتخابات الرئاسية مقابل هدم الدولة المصرية، ليظهر حزب الدستور الذى أسسه محمد البرادعي بعد سبات عميق ليصدر بيانا داعما لمظاهرات الإخوان، وهو ما قد يشير إلى تقارب جديد بين البرادعى والإخوان.
الإخوان أو أى عدو للأمة المصرية يفتش دائما عن ثغرة في الجدار، عن شق يقسم به الصفوف المتراصة في مواجهته فتنفتح أمامه الصفوف ليتمكن من الالتفاف والتطويق ومن ثم الحصار والضغط ليحقق هدفه ويسجل انتصاره.
والمخطط الخبيث يتضمن البحث عن شركاء مدنيين من الأحزاب اليسارية والليبرالية والوقيعة بين الدولة وسكان القرى وصنع فتنة اجتماعية بين سكان المدن والقرى، وللأسف وقع البعض في فخ التعميم وانتقد القرية وسكانها من لابسى الجلباب بدلا من تقديره وتوقيره ورفع درجة وعيه ببرامج تخاطبه بلغته، تسرد الحقائق وترد على الشائعات لأن المصارحة بالحقيقة أحد أهم أسلحة الردع فى حروب المعلومات.
هل القرية المصرية تعانى.. بالقطع نعم، تعانى مثلما تعانى المدينة، و جاحد من لا يعترف بأن الدولة المصرية ورثت تركة ثقيلة بها كثير من الثقوب نتيجة إهمال تراكم لسنوات وسنوات، وتعلم أن جودة الحياة فى القرى تحتاج لجهود كبيرة، وأموال كثيرة، ورغم كل المعوقات بدأت الدولة فى العمل، وكانت البداية بالإنسان.
رغم الظروف الاقتصادية وضعف الإمكانيات قامت الدولة بأكبر حملة لعلاج الجميع من "فيروس سى" ومصابيه من أبناء القرى والمدن فى معجزة طبية شهد لها العالم.
ثم كان مشروع توصيل المرافق والصرف الصحى للقرى، وهنا اشتركت الحكومة مع رجال الأعمال والجمعيات الخيرية، ثم كانت مبادرة "حياة كريمة" وتركيزها على الأسر الأكثر احتياجا.
الحياة فى القرى قائمة على الزراعة، وتوفير المياه شرط أساسى لاستمرارها، ومصر للأسف دخلت حيز الفقر المائى قبل سنوات، بخلاف أزمة سد النهضة، وهو ما فرض على الدولة البحث عن حلول حتى لا تتأثر الزراعة، فكان المشروع القومى لتبطين الترع والمصارف، وهو ما تكلف مليارات الجنيهات لتوفير فقد المياه وزيادة التنمية الزراعية، فضلا عن تكليفات الرئيس لمجلس الوزراء السابقة بالإسراع فى عمليات تنمية القرى المصرية، وهو ما يعنى أن الحكومة تتحرك فى الملف قبل المظاهرات الافتراضية.
لكن هل من خرج للتصوير فى تلك التظاهرات الافتراضية أو قطع الطريق لدقائق كان مطلبه تحسين ظروف المعيشة حقا، أم خرج تنفيذا لتكليفات المرشد الذى لو كان "قطة" سيتبعه الإخوان؟، وهو ما يتطابق مع تشبيه القيادى صبحى صالح لعلاقة الفرد الإخوانى بمرشده بأنها كعلاقة الميت مع مكفنه.
فخ مظاهرة نزلة السمان فتح أنوار كشافات الحقيقة أمام الشعب المصرى، وأطلق صافرات الإنذار بأن مصر تتعرض لهجمة جديدة وعنيفة، وأن الإخوان يبحثون عن شركاء ويقدمون تنازلات، ويحاولون تصدير أزماته الداخلية إلى الداخل المصرى، وأن هناك تصميما من داعميهم فى قطر وتركيا على تعطيل مصر، والأمر مرهون بوعى المصريين كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح مصنع مسطرد الذى تعطل بناؤه بسبب الاضطرابات التى شهدتها البلاد عام 2011
الإصلاح الاقتصادى صعب، والإخوان يعرفون ذلك ويضغطون من أجل إيقافه بضغط الأزمات الاقتصادية التى أعقبت جائحة كورونا، وهو ما يكشف عمق المخطط المرتب لمصر.
الجماعة الإرهابية تكره مصر والمصريين وتبحث عن السلطة وكرسى الحكم وليس عن تحسين حياتهم كما تدعى، وهو ما رأيناه فى عام حكمهم الأسود، وفى الدماء التى انفجرت عقب الثورة عليهم، عاد الإخوان لاستخدام المظاهرات الافتراضية لتحقيق مآربهم الشيطانية، وليس لديهم أى مانع من تحويل مصر إلى سوريا جديدة تمزقها الصراعات الأهلية.