محمود بسيوني يكتب: قطة المرشد ومظاهرة نزلة السمان

الكاتب الصحفي محمود بسيوني ‏
الكاتب الصحفي محمود بسيوني ‏

كتب الناشط تامر علي، عبر حسابه على "تويتر" إنه شعر بالحرية بعدما ‏شارك فى مظاهرة نزلة السمان. تامر عرف نفسه باعتباره أمين شباب ‏حزب التجمع سابقا، وهو ما يعنى امتلاكه قدرا من المعرفة والممارسة ‏السياسية، المفاجأة أن المظاهرة الوهمية كانت فخا نصبته الشركة ‏المتحدة لقناة الجزيرة القطرية وباقى قنوات المخابرات التركية فى ‏اسطنبول وتسببت لهم فى فضيحة مدوية.. فكيف شارك فيها وشمّ نسيم ‏الحرية؟

حزب التجمع نفى فى بيان رسمى انتماء تامر للحزب، وأكد عدم انتمائه ‏للحزب وأن ما كتبه على حسابه يخدم أهداف جماعة الإخوان الإرهابية ‏بالزج باسم حزب التجمع لخدمة تحركات الإخوان حتى يوفر غطاء ‏حزبيا مدنيا وصنع دعم وهمى لتلك التحركات من جانب حزب مهم يمثل ‏اليسار المصري.‏

‏ لم تتوقف وصلات الغزل غير العفيف التى تقوم بها الجماعة الإرهابية ‏تجاه الأحزاب والقوى السياسية فى الداخل وتلميحها لعدم مشاركتها فى ‏الانتخابات الرئاسية مقابل هدم الدولة المصرية، ليظهر حزب الدستور ‏الذى أسسه محمد البرادعي بعد سبات عميق ليصدر بيانا داعما لمظاهرات ‏الإخوان، وهو ما قد يشير إلى تقارب جديد بين البرادعى والإخوان.‏

الإخوان أو أى عدو للأمة المصرية يفتش دائما عن ثغرة في الجدار، ‏عن شق يقسم به الصفوف المتراصة في مواجهته فتنفتح أمامه الصفوف ‏ليتمكن من الالتفاف والتطويق ومن ثم الحصار والضغط ليحقق هدفه ‏ويسجل انتصاره.‏

والمخطط الخبيث يتضمن البحث عن شركاء مدنيين من الأحزاب ‏اليسارية والليبرالية والوقيعة بين الدولة وسكان القرى وصنع فتنة ‏اجتماعية بين سكان المدن والقرى، وللأسف وقع البعض في فخ التعميم ‏وانتقد القرية وسكانها من لابسى الجلباب بدلا من تقديره وتوقيره ورفع ‏درجة وعيه ببرامج تخاطبه بلغته، تسرد الحقائق وترد على الشائعات لأن ‏المصارحة بالحقيقة أحد أهم أسلحة الردع فى حروب المعلومات.‏

هل القرية المصرية تعانى.. بالقطع نعم، تعانى مثلما تعانى المدينة، و جاحد من لا يعترف بأن الدولة المصرية ‏ورثت تركة ثقيلة بها كثير من الثقوب نتيجة إهمال تراكم لسنوات ‏وسنوات، وتعلم أن جودة الحياة فى القرى تحتاج لجهود كبيرة، وأموال ‏كثيرة، ورغم كل المعوقات بدأت الدولة فى العمل، وكانت البداية بالإنسان.

رغم الظروف الاقتصادية وضعف الإمكانيات قامت الدولة بأكبر حملة ‏لعلاج الجميع من "فيروس سى" ومصابيه من أبناء القرى والمدن فى ‏معجزة طبية شهد لها العالم.‏

ثم كان مشروع توصيل المرافق والصرف الصحى للقرى، وهنا اشتركت ‏الحكومة مع رجال الأعمال والجمعيات الخيرية، ثم كانت مبادرة "حياة ‏كريمة" وتركيزها على الأسر الأكثر احتياجا.

الحياة فى القرى قائمة على الزراعة، وتوفير المياه شرط أساسى ‏لاستمرارها، ومصر للأسف دخلت حيز الفقر المائى قبل سنوات، بخلاف ‏أزمة سد النهضة، وهو ما فرض على الدولة البحث عن حلول حتى لا ‏تتأثر الزراعة، فكان المشروع القومى لتبطين الترع والمصارف، وهو ‏ما تكلف مليارات الجنيهات لتوفير فقد المياه وزيادة التنمية الزراعية، ‏فضلا عن تكليفات الرئيس لمجلس الوزراء السابقة بالإسراع فى عمليات ‏تنمية القرى المصرية، وهو ما يعنى أن الحكومة تتحرك فى الملف قبل ‏المظاهرات الافتراضية.‏

لكن هل من خرج للتصوير فى تلك التظاهرات الافتراضية أو قطع ‏الطريق لدقائق كان مطلبه تحسين ظروف المعيشة حقا، أم خرج تنفيذا ‏لتكليفات المرشد الذى لو كان "قطة" سيتبعه الإخوان؟، وهو ما يتطابق مع ‏تشبيه القيادى صبحى صالح لعلاقة الفرد الإخوانى بمرشده بأنها كعلاقة ‏الميت مع مكفنه. ‏

فخ مظاهرة نزلة السمان فتح أنوار كشافات الحقيقة أمام الشعب المصرى، ‏وأطلق صافرات الإنذار بأن مصر تتعرض لهجمة جديدة وعنيفة، وأن ‏الإخوان يبحثون عن شركاء ويقدمون تنازلات، ويحاولون تصدير ‏أزماته الداخلية إلى الداخل المصرى، وأن هناك تصميما من داعميهم فى ‏قطر وتركيا على تعطيل مصر، والأمر مرهون بوعى المصريين كما قال ‏الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح مصنع مسطرد الذى تعطل بناؤه ‏بسبب الاضطرابات التى شهدتها البلاد عام 2011 ‏

الإصلاح الاقتصادى صعب، والإخوان يعرفون ذلك ويضغطون من أجل ‏إيقافه بضغط الأزمات الاقتصادية التى أعقبت جائحة كورونا، وهو ما ‏يكشف عمق المخطط المرتب لمصر.‏

الجماعة الإرهابية تكره مصر والمصريين وتبحث عن السلطة وكرسى ‏الحكم وليس عن تحسين حياتهم كما تدعى، وهو ما رأيناه فى عام ‏حكمهم الأسود، وفى الدماء التى انفجرت عقب الثورة عليهم، عاد ‏الإخوان لاستخدام المظاهرات الافتراضية لتحقيق مآربهم الشيطانية، ‏وليس لديهم أى مانع من تحويل مصر إلى سوريا جديدة تمزقها ‏الصراعات الأهلية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«أثار الفزع».. قرار عاجل بشأن طالب اصطحب ثعبانا إلى المدرسة بسوهاج