مرة أخرى تتجدد فضائح الإيميلات المتبادلة بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والمسئولين في الشرق الأوسط خلال سنوات الفوضى 2011 - 2013، وتكشف دعم إدارة باراك أوباما لجماعة الإخوان الإرهابية، وحجم الأموال التي أنفقتها قطر لتخريب دول مثل مصر وليبيا وسوريا واليمن خلال تلك الفترة على أمل أن تتحكم في قرارها السياسي بعد سيطرة الإخوان عليها.
رفع الرئيس دونالد ترامب السرية عن إيميلات وزيرة الخارجية السابقة ليكشف الغطاء عن دعم الديمقراطيين للمؤامرة القطرية الإخوانية واستخدامها لقناة الجزيرة وكيف تصدت المملكة السعودية لذلك المخطط ورفضت ما تقوم به إدارة أوباما وعملت صراحة ضده رغم عمق العلاقات المصالح المتبادلة بين البلدين.
صحيح أن رفع السرية عن إيميلات هيلاري جزء من حرب تكسير العظام بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي فى الولايات المتحدة وجزء من ما بات يعرف بمفاجأة أكتوبر أو تحركات الخطوة الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر القادم، لكنه جاء فى صالح الحقيقة وفضح الديمقراطيين وجدد المخاوف على استقرار الشرق الأوسط حال وصولهم للحكم مرة أخرى.
نقرأ فى الإيميلات تفاصيل بالغة الخطورة تهم كل مواطن عربى حول الدور الخفى للجزيرة والإعلام القطرى، وكيف تتحرك المليارات من خزائن قطر لتدمر الدول بسلاح الإعلام والحرب النفسية، وحجم التواصل بين إدارة أوباما وقناة الجزيرة بشكل مباشر.
من بين الإيميلات رسالة يرجع تاريخها لعام 2011 من الفلسطيني وضاح خنفر رئيس قناة الجزيرة السابق لمكتب هيلاري، حول ضرورة استمرار تغطية القناة للاحتجاجات في مصر، حيث طلب خنفر مقترحات في حال تعرضت القناة للإغلاق بقمر نايل سات.
وإيميل آخر في سبتمبر 2012 يطلب دعم الولايات المتحدة لإنشاء قناة إعلامية للإخوان باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار تتكفل بهم قطر بعد أن اشتكت جماعة الإخوان من ضعف مؤسساتها الإعلامية مقارنة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى ،واشترطت الجماعة على قطر أن يتولى القيادي الإخواني خيرت الشاطر، إدارة القناة وأن يكون مشرفا مباشرا على المؤسسة التي ستمولها الدوحة وسوف تكون البداية قناة إخبارية مع صحيفة مستقلة تدعم الإخوان.
كما وصلتها رسالة من رجل أعمال ليبي يحمل الجنسية الأمريكية يدعى عمر التربي في رسالة إلى هيلاري، يشرح بها المواقع الاستراتيجية التي يجب أن تُقصف في ليبيا. المفاجأة أن التربي كان صديقاً للقذافي ودائم الظهور على قناة الجزيرة ومتهم في محاولة اغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله.
وكشفت الإيميلات عن زيارة دعم قامت بها هيلاري كلينتون فى مايو 2011 لقناة الجزيرة اجتمعت فيها مع مديرها العام فى ذلك الوقت وضاح خنفر، والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية توني بورمان.
كما التقت بأعضاء مجلس إدارة الجزيرة في مقر القناة شاركت فيه القيادة القطرية للشبكة، وتضمنت المناقشات أمورا تتعلق بالجزيرة فى واشنطن، وتعهدت كلينتون بتذليل أي عقبات تواجهها فى الولايات المتحدة.
واحتفالا بالزيارة قامت الجزيرة ببث تقرير باللغة العربية مدته 15 دقيقة عن دعم إدارة أوباما للمجتمعات المسلمة في العالم، أظهرت فيه القناة دعمها الكامل لإدارة أوباما وأنها تمارس دورها فى تلميع إدارته لدى المشاهد العربي.
واختتمت كلينتون اجتماعاتها بلقاء مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني، وصاحب القرار فى القناة، ناقشا فيه دعم الإخوان فى مصر وتونس إعلاميا وماديا بعد وصولهم إلى الحكم.
الحقيقة أن الإيميلات لم تسرد جديدا فى دور قناة الجزيرة المعروف، لكنها قدمت صورة دقيقة لكيف تستخدم قطر إعلامها فى تهديد استقرار وأمن الدول العربية ودورها كبوق لترديد الأكاذيب ضد الأنظمة العربية الرافضة لوجود الفاشية الإخوانية والمشروع الاستعماري التركي، وكيف باركت الولايات المتحدة فى ذلك التوقيت الدور التخريبي للقناة، وهو ما يتطلب التحقيق في تلك الوقائع، لأنه يتناقض مع تشدق الإدارة الأمريكية بدعم حرية الصحافة، لأن كل تغطيات الجزيرة مغرضة، لا بها حرية ولا صحافة.