محمود بسيوني يكتب: إيميلات هيلاري.. وفضيحة الجزيرة

الكاتب الصحفي محمود بسيوني ‏
الكاتب الصحفي محمود بسيوني ‏

مرة أخرى تتجدد فضائح الإيميلات المتبادلة بين وزيرة الخارجية ‏الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والمسئولين في الشرق الأوسط خلال ‏سنوات الفوضى 2011 - 2013، وتكشف دعم إدارة باراك أوباما ‏لجماعة الإخوان الإرهابية، وحجم الأموال التي أنفقتها قطر لتخريب دول ‏مثل مصر وليبيا وسوريا واليمن خلال تلك الفترة على أمل أن تتحكم في ‏قرارها السياسي بعد سيطرة الإخوان عليها.‏

رفع الرئيس دونالد ترامب السرية عن إيميلات وزيرة الخارجية السابقة ‏ليكشف الغطاء عن دعم الديمقراطيين للمؤامرة القطرية الإخوانية ‏واستخدامها لقناة الجزيرة وكيف تصدت المملكة السعودية لذلك المخطط ‏ورفضت ما تقوم به إدارة أوباما وعملت صراحة ضده رغم عمق ‏العلاقات المصالح المتبادلة بين البلدين.‏

صحيح أن رفع السرية عن إيميلات هيلاري جزء من حرب تكسير العظام ‏بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي فى الولايات المتحدة وجزء من ‏ما بات يعرف بمفاجأة أكتوبر أو تحركات الخطوة الأخيرة قبل الانتخابات ‏الأمريكية فى نوفمبر القادم، لكنه جاء فى صالح الحقيقة وفضح ‏الديمقراطيين وجدد المخاوف على استقرار الشرق الأوسط حال وصولهم ‏للحكم مرة أخرى.‏

نقرأ فى الإيميلات تفاصيل بالغة الخطورة تهم كل مواطن عربى حول ‏الدور الخفى للجزيرة والإعلام القطرى، وكيف تتحرك المليارات من ‏خزائن قطر لتدمر الدول بسلاح الإعلام والحرب النفسية، وحجم التواصل ‏بين إدارة أوباما وقناة الجزيرة بشكل مباشر.‏

من بين الإيميلات رسالة يرجع تاريخها لعام 2011 من الفلسطيني وضاح ‏خنفر رئيس قناة الجزيرة السابق لمكتب هيلاري، حول ضرورة استمرار ‏تغطية القناة للاحتجاجات في مصر، حيث طلب خنفر مقترحات في حال ‏تعرضت القناة للإغلاق بقمر نايل سات.

وإيميل آخر في سبتمبر 2012 يطلب دعم الولايات المتحدة لإنشاء قناة ‏إعلامية للإخوان باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار تتكفل بهم قطر ‏‎‎بعد ‏أن اشتكت جماعة الإخوان من ضعف مؤسساتها الإعلامية مقارنة ‏بالمؤسسات الإعلامية الأخرى‎ ،‎واشترطت الجماعة على قطر أن يتولى ‏القيادي الإخواني خيرت الشاطر، إدارة القناة وأن يكون مشرفا مباشرا ‏على المؤسسة التي ستمولها الدوحة وسوف تكون البداية قناة إخبارية مع ‏صحيفة مستقلة تدعم الإخوان.‏

كما وصلتها رسالة من رجل أعمال ليبي يحمل الجنسية الأمريكية يدعى ‏عمر التربي في رسالة إلى هيلاري، يشرح بها المواقع الاستراتيجية التي ‏يجب أن تُقصف في ليبيا.‎ ‎المفاجأة أن التربي كان صديقاً للقذافي ودائم ‏الظهور على قناة الجزيرة ومتهم في محاولة اغتيال العاهل السعودي ‏الراحل الملك عبدالله.‏

وكشفت الإيميلات عن زيارة دعم قامت بها هيلاري كلينتون فى مايو ‏‏2011 لقناة الجزيرة اجتمعت فيها مع مديرها العام فى ذلك الوقت وضاح ‏خنفر، والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية توني بورمان‎.‎

كما التقت بأعضاء مجلس إدارة الجزيرة في مقر القناة شاركت فيه القيادة ‏القطرية للشبكة، وتضمنت المناقشات أمورا تتعلق بالجزيرة فى واشنطن، ‏وتعهدت كلينتون بتذليل أي عقبات تواجهها فى الولايات المتحدة.‏

واحتفالا بالزيارة قامت الجزيرة ببث تقرير باللغة العربية مدته 15 دقيقة ‏عن دعم إدارة أوباما للمجتمعات المسلمة في العالم، أظهرت فيه القناة ‏دعمها الكامل لإدارة أوباما وأنها تمارس دورها فى تلميع إدارته لدى ‏المشاهد العربي.‏

واختتمت كلينتون اجتماعاتها بلقاء مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد ‏بن جاسم آل ثاني، وصاحب القرار فى القناة، ناقشا فيه دعم الإخوان فى ‏مصر وتونس إعلاميا وماديا بعد وصولهم إلى الحكم.‏

الحقيقة أن الإيميلات لم تسرد جديدا فى دور قناة الجزيرة المعروف، لكنها ‏قدمت صورة دقيقة لكيف تستخدم قطر إعلامها فى تهديد استقرار وأمن ‏الدول العربية ودورها كبوق لترديد الأكاذيب ضد الأنظمة العربية ‏الرافضة لوجود الفاشية الإخوانية والمشروع الاستعماري التركي، وكيف ‏باركت الولايات المتحدة فى ذلك التوقيت الدور التخريبي للقناة، وهو ما ‏يتطلب التحقيق في تلك الوقائع، لأنه يتناقض مع تشدق الإدارة الأمريكية ‏بدعم حرية الصحافة، لأن كل تغطيات الجزيرة مغرضة، لا بها حرية ‏ولا صحافة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً