نقلت مصادر إعلاميّة في قطاع غزّة تصريحات بعض القيادات السياسيّة في حركة حماس حيال تقدّم مشروع المصالحة الفلسطينية. هذا المشروع ارتقبه الكثير من الفلسطينيّين لسنوات، ولم يرى النّور إلّا بعد صراع طويل بين الحركتيْن.
طغى الصّراع على تاريخ حركتيْ حماس وفتح، وتحديدًا منذ سنة 2007 حين سيطرت حركة حماس على قطاع غزّة، دخلت الطبقة السياسيّة الفلسطينية نفقًا مُظلمًا، لم تخرج منه إلّا مؤخّرًا وبشكل غير مستقرّ. تعيش الفصائل السياسيّة اليوم هدنة سياسيّة تكثّفت فيها المشاورات واللقاءات السياسيّة، على أمل أن تجد صيغة مشتركة تُرضي جميع الفاعلين السياسيّين رغم الشكوك الكثيرة التي تحوم حول بعض الفصائل ومدى صدق نيّتها في التفاوض. وحسب ما نقلته مواقع إخباريّة عن قياديّ في حماس، هناك تعثّر كبير اليوم في ملفّ المصالحة، والمفاوضات الآن شبه متوقّفة، حيثُ تحاول حماس فهم ما إذا كانت فتح تنوي حقيقة مواصلة المشاورات. وتأييدا لهذه التسريبات، تحدّث الناطق الإعلاميّ باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع عن تقدّم ملفّ المصالحة، وأشار في مداخلته إلى وجود تعثّر حاليّ، ملقيًا اللوم في ذلك على دولة الاحتلال، باعتبارها تعمل بجدّ من أجل عرقلة تقدّم المفاوضات.
وفي السّياق ذاته وجّه الأمير السعوديّ بندر بن سلطان السعوديّ انتقادات شديدة للساحة السياسيّة الفلسطينيّة برمّتها دون أن يستثني فتح أو حماس في ذلك. انتقد بندر بالأساس سلوك الطبقة السياسيّة الفلسطينية وعدم اعترافها بالأخطاء التي ترتكبها بشكل مستمرّ، وبدل القيام بذلك فهي تلقي اللوم دائمًا على إسرائيل أو القيادة السياسيّة العربيّة أو أمريكا أو بعضها البعض أحيانًا.
رغم الاتفاق المشترك بين فتح وحماس على إجراء انتخابات في الأشهر الستّة القادمةـ لا يزال غير واضح ما إذا كانت الحركتان جادّتيْن في هذا المشروع، إذ يتموقع كلاهما في منطقة ويخشى أن يخسر نفوذه هناك. هل تثوب الساحة الفلسطينية إلى رشدها وتقدّم هذه المرّة المصلحة الوطنية على المصلحة الفرديّة؟