محمود بسيوني يكتب: "إكسترا نيوز".. القوة والتأثير ‏

الكاتب الصحفي محمود بسيوني ‏
الكاتب الصحفي محمود بسيوني ‏

من بين ابرز الانتقادات التي وجهت للأعلام المصري خلال السنوات الاخيرة ، ‏غياب وجود قناة مصرية تخاطب العالم العربي وتعبر عن التوجهات المصرية في ‏ظل الحرب الاعلامية الموجهة ضد الدولة المصرية ضمن مخطط اسقاط دولة 30 ‏يونيو باستخدام حروب الجيل الرابع واسلحتها غير المشروعة من القصص المفبركة ‏والتشوية المتعمد وتدوير الشائعات .‏

غياب صوت مصر الإقليمي كان الثغرة التي استغلها كثير من المنظرين المتباكين ‏على حال الاعلام المصري صاحب القدرات والكوادر المنتشرة فى كل القنوات ‏العربية الاخرى ، متناسيين ان شرط الانتصار في أي معركة سواء اعلامية او ‏غيرها تبدأ بإعطاء الثقة لصفوف المقاتلين على خط النار حتى لا تنهار كل دفاعاتك ‏فجأة فتنهزم وتسحق ، ثم تبدأ فى تدعيم تلك الصفوف حتى تتمكن من المواجهة ثم ‏الهجوم لدحر العدوان .‏

ولذلك لم يكن من المنطقي على الاطلاق حالة جلد الذات وتعذيب النفس بكربلائية ‏دموية على حال الاعلام واضعافه والتقليل من قدراته وهو فى اتون معركة الدفاع ‏عن الوطن بما توفر فى يده من امكانيات وقدرات فى مواجهة فضائيات شريرة تقف ‏ورائها امبراطورية مالية ضخمة وتعبر عن محور اقليمى خطير ، وكان توجيه سهام ‏النقد العشوائية وربما المغرضة لا تهدف الى اصلاحه بقدر ما فتحت امام العدو ثغرة ‏فى الجدار وهالت التراب على جهد حقيقي مبذول لإصلاح المنظومة بشكل عام ‏والسير فى طريق استعادة القوة والتأثير الاعلامى التاريخى لمصر .‏

اى متابع لتجربة قناة اكسترا نيوز الاخبارية وحالة التطورالكبير فى ادائها يكتشف ‏اننا امام محاولة مصرية خالصة لايجاد قناة تنقل صوت مصر الى كل الناطقين ‏بالعربية على مستوى العالم ، وتسعى لاحداث نقله حقيقة فى التغطية الاخبارية ‏التليفزيونية بتقليل الانحيازات السياسية وتقديم مادة اخبارية مهنية للمتلقى فى كل ‏مكان وهو ما ظهر فى تغطيتها للشئون المحلية و الدولية وتصديها بقوة لمحاولات ‏الاعلام القطري واعلام جماعة الاخوان اعادة مصر الى مربع الفوضى مع الالتزام ‏الكامل بمهمتها الاخبارية والتي نضجت كثيرا وظهرت اشارات ذلك تحديدا خلال ‏تغطية الانتخابات الامريكية او ازمة الرسوم الفرنسية .‏

ربما كانت المرة الاولى التي نرى فيها شاشة مصرية تنقل الانتخابات الامريكية ‏لحظيا ، وعبر اكثر من مراسل موزعين فى الولايات الساخنة والمؤثرة بما يضمن ‏افضل تغطية لكل تفاصيل الانتخابات الاسخن فى تاريخ الولايات المتحدة ، كما نقلت ‏بشكل احترافي المناظرات الانتخابية ونقلت اراء كل المتنافسين دون انتقائية او ‏تحيز .‏

وفى ازمة الرسوم الفرنسية كانت التغطية نزيهة ونقلت ما قاله الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون عن الاسلام الراديكالي العنيف دون تحريف وتعاملت معه بشكل ‏مهني ودقيق دون السقوط في فخ التحريض كما رأينا على شاشة الجزيرة القطرية او ‏غيرها من قنوات الفتنه التي سعت الى تأجيج المشاعر الدينية لدى المتلقين ووفرت ‏الغطاء لردود الافعال العنيفة ودعمت حملات مقاطعة البضائع الفرنسية دون ‏المشاركة فيها ، وكشفت شيزوفرنيا الاعلام القطري الذى هاجم الدول التي لم تنساق ‏لدعوتها المشبوهة بشراء التركي بدلا من الفرنسي ، بينما قطر لم تتراجع خطوة ‏واحده عن استثماراتها البالغة نحو 40 مليار دولار في فرنسا .‏

كانت اكسترا نيوز حاضرة لحظة بلحظة لمتابعة مع ما تبثه قنوات الجماعة الارهابية ‏من شائعات وتشكيك فى اداء الدولة المصرية بهدف تثوير الرأي العام المصري ‏وتعاملت باحترافية مع هذه الجرائم المهنية عبر توفير المعلومة الصحيحة من ‏مصادرها والرأي الدقيق والمهني لتفنيد ما يقال وتذكير الرأي العام دون ملل وبإلحاح ‏شديد بخطورة حرب العقول التى يتعرض لها بشكل دائم ومستمر .‏

وفى اطلالتها الجديدة التى رسمت ملامح قناة دولية تليق بمصر الجديدة ، انتقلت ‏اكسترا نيوز من الدفاع الى الهجوم على دول المؤامرة و بدأت في كشف ما يحاولون ‏اخفائه باستمرار عن شعوبهم من تدنى مستوى الديمقراطية والحريات سواء فى ‏الدوحة او اسطنبول وكذلك كشف الوجه الحقيقي للوجوه الاعلامية التي تحاول هدم ‏الدولة المصرية بالأكاذيب والادعاءات .‏

اكسترا نيوز تجربة جادة ملئت فراغ كبير استمر لسنوات فى الاعلام المصرى ‏يتطور ادائها وهى على خط النار فى حرب العقول ، ناقله صوت مصر ومواقفها من ‏القضايا العربية بتنوعها وتشعبها ، و تقدم منتج اخبارى جاد ونزيهة تراهن فيه على ‏المهنية والخبرات الاحترافية لفريق عملها لايجاد تواصل قوى مع الباحثين عن ‏الحقيقة وتأثير يساند كل الدول التى تتعرض لنفس مؤامرة الهدم والفوضى. ‏

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً