بالأمس كنا صغارا أطفالا نلهو ونلعب ونمرح، اليوم صرنا كبارا نعمل ونكد ونتحمل المسؤولية.
كل السنوات تمضى بين الأمس واليوم وغدا، يوم واحد كل الذى نعيشه فى الحقيقة، هو يوم واحد، فالأمس انتهى ولم يعد له وجود إلا من بعض الصور فى الذاكرة، وغدا لم يأت بعد ولا نعرف عنه شيئاً إلا بقدر ما نتخيله، إذا هو الحاضر، اليوم الذى نعيشه هو كل حياتنا، والذى يجب أن نفعل فيه كل شيء، ولا يجب أن نضيع فيه لحظة
واحدة وليس دقيقة أو عدة دقائق أو ساعات، فالوقت يمر أسرع مما تتخيل، ويعرف علماء الفلك والفضاء هذا جيدا عن طريق رصد سرعة دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها.
فيكفى أن تعرف أن سرعة دوران الأرض حول الشمس حوالى 107000 كيلو متر في الساعة، ويحدث هذا مرة كل 365 يوما، وتدور الأرض حول نفسها مرة كل 24 ساعة تقريبا بسرعة تصل إلى 900 كيلو متر فى الساعة، هذا يعنى أن دوران الأرض يتم بسرعة كبيرة جدا، والوقت عليها يمر بسرعة كبيرة جدا، ولكننا لا نشعر بهذه السرعة لأننا نعيش بداخلها وليس خارجها، تماما مثل من يركب فى سيارة تسير بسرعة عالية جدا لا يشعر بهذه السرعة مثل من يراها من الخارج تمر أمامه كالبرق.
لهذا دائما نحن فى حاجة لاغتنام الوقت وعمل كل ما يمكننا فى كل أوقاتنا، فيجب ألا نهدر الوقت مطلقا، فهو قيم للغاية وسريع للغاية، والفرق بين من يحقق النجاح ومن لم يحققه أن الاول استغل الوقت والأخير سرقه الوقت، فالوقت إذا فاتك لا تستطيع أن تعوضه أو تسترجعه.
ابدأ العمل فورا ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد كما يقولون، تخلص من الكسل، وأذكر مقولة أعجبتني لأحد أساتذة التنمية البشرية اسمه الدكتور صبرى الشبراوى، إن لم تخنى الذاكرة، حيث قال، إنه فى الدول المتقدمة لديهم مصطلح فى الإنجليزية اسمه Dead line بمعنى الوقت المحدد لإنجاز شىء ما، أما فى الدول المتأخرة، ولا حظ كلمة متأخرة، أى متأخرة عن الوقت، فإنه لديهم ما يمكن أن نطلق عليه بالإنجليزية أيضا dead time أى وقت ميت لا فائدة منه.
فالحياة هى حياة الوقت، فكيف نقتل الوقت ونقتل الحياة وتضيع أوقاتنا بلا فائدة فلا نحقق شيئا؟ قتل الوقت جريمة.