تعودنا جميعا عندما نعود إلى المنزل بعد قضاء وقت بالخارج للعمل أو لأى غرض آخر أن نغتسل لننظف أجسامنا من الأتربة التى علقت بنا فى الشارع والأماكن التى ذهبنا إليها، كما تعودنا قبل النوم أن نغسل أسناننا ونرتدى ملابس النوم النظيفة وهكذا.
لكننا ننسى وربما لا نعرف أننا بحاجة لغسل أنفسنا وقلوبنا وعقولنا كل يوم أيضا مما علق بها من سلبيات وأفكار سيئة، فقد وقعت أعيننا أثناء نشاطنا اليومى على مشاهد جيدة ومشاهد سيئة، وقد سمعت آذاننا كلمات كثيرة بعضها محبطة وبعضها مشجعة، وتفاعلنا مع الناس بشكل أو بآخر، فربما دخلنا فى نقاش حاد مع شخص أو تلقينا إساءة من شخص آخر أو كلمة طيبة من صديق، وقد سمعنا آراء وأفكارا بعضها مسمومة وهدامة، وأحيانا نعلق فى زحام مرورى فيما يسمونه ساعة الذروة فى الذهاب والإياب.
تتأثر نفوسنا بالطبع بكل هذه الأحداث، ويصيبنا الغضب مرة أو مرات حسب الظروف والملابسات، ونطلق على اليوم أنه حقا يوم شاق طويل، نعود وقد علقت بنفوسنا كثير من المنغصات والحنق على بعض الأحداث والأشخاص، وتشكلت لدينا أفكار ربما تكون خاطئة وفقا للظروف التى مرت بنا.
فماذا نفعل؟ عندما نعود إلى البيت ونبتعد عن كل المنغصات الخارجية نسكن وتبدأ أعصابنا فى الهدوء والاسترخاء.
جملة اعتراضية، هنا تكمن أهمية الجو الأسرى الطبيعى المليء بالحب والتفاهم للتخفيف عن أفراد الأسرة من الضغوط التى تعرضوا لها خلال ممارسة الحياة اليومية فى الخارج، يجلسون معا، يتحدثون سويا، يشدون من أزر بعضهم البعض.
عندما تبدأ أعصابنا فى الهدوء والاسترخاء نستعد للتخلص من كل السلبيات التى علقت بنفوسنا، فالأحداث التى سببت لنا الضيق والتذمر قد انتهت وعلينا أن نتخلص من آثارها وتذكرها، فالإنسان عندما يتذكر شيئا يتصوره بكل التفاصيل والمشاعر التى مرت به.
فى الإنجليزية مصطلح جميل ودقيق يقول "let go" وترجمته فى العربية بدقة هو: اترك هذا الأمر 'أخرجه من رأسك'، سامح من أجل سلامك وسلامتك وصحتك.
وجدت فى النهاية أننا بحاجة إلى غسل قلوبنا وعقولنا كل يوم وتصفية نفوسنا وتنقية أذهاننا، ووجدت أن أفضل طريقة لفعل ذلك هى أن تجلس لمدة دقائق معدودة فى خلوة مع نفسك، قبل النوم تذكر الله الخالق، تدعوه وتعفو عمن ظلمك أو أساء إليك، تبوح بكل شيء إلى ربك، وتدعو بالخير لك ولغيرك.