اعلان

أيامنا الحلوة.. فاشل مفشلش فى حاجة!

محمود خليل
محمود خليل

عندما تُقرِر كمسئول أو مُدير أن تستخدِم موظفاً فى مُهمة أو عَمِلٍ ما فإعلم أنك مثلُه مسئول عن إتمام المُهمة وأن نجاح ذلك الموظف هو نجاح لك وأن فشله هو فشل لك، ولذا فعليك من البداية أن تُحسِن الإختيار وأن تَصُم أذانك عن كلام الناس وألاَّ تستمع إلا لصوت العقل والضمير، وإن إستشرت فلتَستشِر ذوى العِلم والخبرة والأمانة، فالمسئول لا يضع إرضاء الناس من ضمن أهدافه وإنما يضع أمامه رضا الله ثم المصلحة العامة وفقط.

ويتوجب عليك كمسئول أن تحدد أهداف المُهمة للموظف المُختار كما يتوجب عليك أن تُحدد للموظف الإطار الزمنى للمُهمة، هل المطلوب إنجاز المهمة فى شَهر أم فى سنة، ثم يجب عليك بعد ذلك أن تُوفِر للموظف أدوات وأجواء وأليات مناسبة للتنفيذ، وأخيراً يجب عليك إيجاد أليات للتقييم تُتيح للموظف معرفة رأى المديرين بشكل دورى فى أدائه، وسُتتيح تلك الأليات للإدارة إتخاذ القرارات اللازمة لتعديل مسار المهمة، المهم أن كل شئ يجب أن يقوم على تخطيط مُعتمِد على علم وخبرة وأمانة فى العمل وتَجَرُد كامل من أى أغراض غير المصلحة العامة.

وإذا حَدَث وتم الإستغناء عن الموظف فى أثناء أداء المهمة نتيجة لإخفاقٍ ما فإن ذلك سيتم بكل إحترام وتفاهم، وسيتمتع الموظف المُقال بكامل الفُرص للتعبير عن وجهة نظره فى الإخفاق، وسيُشارك فى دراسة مُستفيضة غَرَضها الوصول لسبب الإخفاق، وسيخرج الموظف المُقال من التجربة وهو مرفوع الرأس عالماً بما ينقصه للنجاح عازماً على الإستفادة من هذا الإخفاق فى بناء نجاح جديد، ويتحمل المسئول نصيبه من ذلك الإخفاق إذ أنه مسئول ضمنياً عن ذلك الإخفاق بإختياره للموظف، والأمانة تقتضى أن يتحمل ذلك المسئول نصيبه من الإخفاق بكل شَرَف وأمانة، وعليه أن يبادر بالإعتراف بالمسئولية بدلاً من أن ينتظر من يُحمله إياها، هذا ما يحدث فى الشركات الناجحة والمؤسسات التى تحترم نفسها وموظفيها.

خطَر ببالى أن أناقش ما حَدَث مؤخراً مع الكابتن إيهاب جلال من تعيين ثم إقالة فى ضوء قواعد العَمَل السليم السابق ذكرها، وقد وجدت أن هذا الرجل قد ظُلم ظَلماً كبيراً واضحاً، فإختياره لمهمة المُدير الفنى للمُنتخب لم يتم على أساس سليم، فالكابتن إيهاب ليس الأفضل بإجماع أراء أهل الخبرة والعِلم ، لكن المشاكل لم تقف عند سوء الإختيار وحَسب إذ أن الرجُل تم تكليفه بلا هَدَف واضح مُحدد أمامه، بل إن بنود العقد نفسها لم تُحسَم حتى الأن حسبما نقلت الأخبار! ولكى يكتمل التخبط و(العَك) فقد بدأ المسئولون فى إتحاد الكُرة مرحلة المُحاسبة وأنهوها وأقالوا الرجل وكل ذلك فعلوه فى إجتماع واحد، كل هذا حدث والرجل لا يدرى ماذا حدث، لماذا جاء؟ ولماذا أقُيل؟ وفيما فَشَل؟ ولا إجابة طبعاً لتلك الأسئلة إلا بعض الكلام المُرسَل الذى لا يستند لأى إحترافية ولا إحترام لعقد أو مُتعاقدين!

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً