أيامنا الحلوة.. الأُمَّة والدولة!

محمود خليل
محمود خليل

لأ أتصور أننا سنحتاج لتعريف عِلمى أو لُغوىلنعرف إن كانت مصر دولة أم أُمة وأظن أننا جميعاً نعلم بمشاعرنا وحسنا الوطنى أن مصر هى أَمة، فمُصطلح الأَمة هو مصطلح غنى وشامل شمولاً واضحاً ظاهراً، ويتسلل معنى الكلمة للنفس والروح حتى قبل أن نتعلم تعريفها اللغوى و العلمى، لكن لماذا مصر أُمَّة وليست دولة؟

الأُمَّة هو مصطلح ثقافى وسياسى ودينى يتعلق بالناس والشعب أما مُصطلح الدولة فهو مُصطلح سياسى يتعلق بالأقليم و المنطقة والحدود الجغرافية، وقد تستوعب الدولة الأُمَّة بداخلها أولا تستوعبها إذ عادة ما تكون الأُمَّم أكبر من تستوعبها الدول، فالأَمة الإسلامية اليوم على سبيل المثال موجودة ومُتوزعة فى جميع أنحاء العالم وكذلك الأَمة المسيحية، وشعوب الخليج موزعة فى دول وإمارات بينما هى أساسها أَمة واحدة.

وقد إستخدم القرأن الكريم كلمة أَمة إستخدامات مُتعددة أعطت الكلمة زخماً أكبر ومعانى أعمق، فقد إستخدمها فى الإشارة إلى أَمم الدواب والطيور فضلاً عن أَمم البشر، كما إستخدمها فى الإشارة إلى جماعات فرعية من الجماعة الأصلية مثل الأُمَّم التى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر من داخل الأمة الواحدة، كما إستخدم القرأن كلمة أَمة للإشارة إلى إجتماع الناس على هدف واحد مثل الأَمة التى إجتمعت حول البئر لتسقى الماء.

ولا يُنقص من شأنالأُمَّم أبداً أن تجمعها دولة أو ألا تجمعها، فالشعوب أقوى من الحدود الجغرافية والمُسميات السياسية، ولا تتجمع الأُمَّم فى دولة واحدة إلأ إن كانت أَمة ضعيفة تتطلع لحدود تحميها من التشرذم والذوبان، ويظهر ذلك واضحاً فى بعض الأمم الضعيفة فى الشرق الأوسط التى إحتاجت للتجمع فى كيان ودولة خشية التشرذم والتيه!

وقد ظلت أَمة المصريين قائمة بتراثها وثقافتها وتاريخها فى مصر وخارجها رغم التغيرات التى عاشتها مصر والعالم ، وفى الثلاثة قرون الأخيرة إختبر الشعب المصرى أنواع و أشكال من الحُكم وسماها حُكامها بأسماء مُختلفة فمن سلطنة إلى مَلَكية إلى جمهورية، بل وإختبرت مصر أنواع وأشكال من الإحتلال الخارجى أيضاً بين أتراك وفرنسيين وبريطانيين كما تقلبت بين مذاهب سياسية ودينية مُختلفة لكن الأَمة المصرية خرجت من ذلك كله سالمة بتقاليدها وتراثها ومعتقداتها.

عاشت مصر وعاشت الأمة المصرية بأيامها الحلوة ومستقبلها الأحلى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً