اعلان

محمد مختار يكتب من السرير الأبيض.. عندما هتف جمهور الأهلي بالروح والدم نفديكي يا فلسطين

 جماهير الأهلي
جماهير الأهلي

على السرير الأبيض لم يحرمني الله سبحانه وتعالى من نسمات العافية التي تأتي على غير ميعاد ومن غير المتوقع، فمن بين مدرجات النادي الأهلي في استاد القاهرة ووسط عشرات الالاف من الشباب الذين هم في سن أبناءنا، تخرج هتافات من قلوب شابة صادقة لم تعرف التلون هتافات من قلوب صادقة تهتف ( بالروح والدم نفيديكي يا فلسطين )،هتاف واضح وصريح ولم تألف قبول المهانة تحت مسميات زائفة نختبىء نحن خلفها ونحن نشرب القهوة لنخفي العار الذي يجلل رؤوسنا، فهؤلاء الشباب الذين كانوا أطفالا منذ سنوات كبروا بين أيدينا ونحن نلقنهم الخوف باسم الحكمة والتعقل لتكشفنا أمام أنفسنا، مجرد حفنة من العواجيز الفاشلين الذين فشلوا حتى في الثبات على الحد الأدنى من التمسك بشرف الكلمة، الكلمة التي تحولت بواسطة أقلامنا إلى شهادة زور لا نتوقف عن الإدلاء بها كل صباح وعشرات المرات، مرة نكتب عن فستان هيفاء ومرات نكتب عن شعر شريهان، غيث من الاكاذيب والضلالات سقنها لأكثر من عقد كامل هى وغيرها من فنون الكذب التي برعنا في حبكها كذبة وراء كذبة، أكاذيب تترى ربينا عليها هؤلاء الشباب حتى نحافظ لأنفسنا على رواتبنا، كنت نكتب لهم ونلقنهم أن المقاومة إرهاب وأن التطبيع مع العدو حكمة وأن الاستسلام بأن الهزيمة قدر محتوم علينا هو سلام مع النفس، ولكن بالرغم من كل هذه الجبال الشاهقة من الأكاذيب ولحسن الحظ فهؤلاء الأبناء لم يصدقونا وكبروا وهتفوا في وجوهنا قبل وجوه العدو : ( بالروح والدم نفيديكي يا فلسطين ) !

مباراة فاصلة كشفتنا أمام أبناءنا الشباب وكشفت أنفسنا أمام ذواتنا، فظهرنا على حقيقتنا ثلة من محترفي الكذب والكذب

لم تكن مباراة الأهلي والترجي هى مباراة لكرة القدم فقط، بل كانت مناسبة فاصلة كشفتنا أمام أبناءنا الشباب وكشفت أنفسنا أمام ذواتنا، فظهرنا على حقيقتنا ثلة من محترفي الكذب والكذب، فبعد أن هرمنا نبحث داخل انفسنا عن قيمة حقيقة نستند عليها لعلها تكن لنا عذرا أمام الله سبحانه وتعالى يوم نلقاه فلم نجد، فقط وجدنا أنفسنا نلمم ما بقى لنا من أوراق العمر وننسحب على استحياء ونحن نسلم راية منكسة كسيرة مهزومة لجيل أكثر شجاعة، جيل أسقط عقودا من الزيف الإعلامي والتطبيع الظاهر والباطن واختار أن يلصق على سياراته وحتى على العربات التي يكتسب منها رزقه، عربات ميكروباص أو توك توك أو حتى عربات الفول والطعمية خريطة لفلسطين كاملة من البحر إلى البحر ومن الجنوب إلى الجنوب، خريطة وإن عجز معظم الشباب عن قراءة إحداثياتها وفهم دلالة هذه الإحداثيات السياسية، ولكنها خريطة لبقعة واحدة ومتصلة على الأرض تحمل اسما واحدا لموقع جعرافي واحد هى فلسطين ( فلسطين فقط ) وعندما تجمع الشباب في مدرجات استاد القاهرة هتفوا بكل قوة حناجرهم : ( بالروح والدم نفيديكي يا فلسطين )

الشاب الذي يهتف ( بالروح والدم نفيديكي يا فلسطين ) سوف يبذل روحه ودمه رخيصا من أجل مصر

لقد آن لنا أن نريح ونستريح، وأن نترك الراية لهؤلاء الشباب الذين ظهر في هتافهم ( بالروح والدم نفيديكي يا فلسطين ) وعيا وطنيا وعروبيا وقوميا لا يوجد لدينا الحد الأدنى منه، فالذي يهتف ( بالروح والدم نفيديكي يا فلسطين ) لدولة أخرى جارة له وهو يرى شعبها يناضل ويدفع من دمه ثمن حريته، هذا الشاب الذي يهتف ( بالروح والدم نفيديكي يا فلسطين ) سوف يبذل روحه ودمه رخيصا من أجل مصر، وحين يحين وقت النزال مع العدو لن يكتفي بهتاف ( بالروح والدم نفيديكي يا مصر ) بل سوف يقدم روحه ودمه ثمنا رخيصا لحرية بلاده، آن لنا أن نريح وأن نستريح وإن كنت لا اعتقد أننا نستحق الراحة لأننا لم نبذل أبدا مجهودا أكثر من الكذب والكذب والكذب، حتى الصمت لم نكن نقبل أن نخاطر به خوفا وطمعا، فلننسحب ونريح وندعو الله تعالي ألا يشملنا قول الله تعالى (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ )

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
ناقد فني منتقدا فيلم «ولاد رزق»: «القصة ملهاش معنى وهدفها نشر البلطجة»