اعلان

محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !

البرادعي
البرادعي

خلال الأسبوع الماضي جمعتنا مناسبات مع أكثر من صديق بعضهم اشتغل بالعمل العام لأكثر من 30 سنة وبعضهم أصدر عشرات الكتب السياسية التي كان بعضها سببا في تهيئة الأجواء لنهاية عصر الرئيس السابق حسني مبارك، وتباينت ظروف كل لقاء ووقته وبعض أطرافه كما تباينت أراء من استمعت إليهم، ولكن ما علق بذهني هو أن كل من قابلتهم واستمعت لهم اختلفوا في كل شئ ولكن اتفقوا فقط على شئ واحد هو المرارة الشديدة التي يشعرون بها تجاه الدكتور محمد البرادعي والدور المتناقض الذي لعبه في فترة سياسية ثرية من حياة مصر، وهى فترة سوف تحتاج بكل تأكيد في المستقبل لمن يكتب عنه بحياد المؤرخ وليس بعاطفة من عاشها وتأثر بها .

حامل الحقيبة ابن الأسرة القانونية العريقة وظروف الاستقالة الغامضة

ولد محمد البرادعي في أسرة قانونية عريقة وكان والده مصطفى البرادعي محاميًا ورئيسًا لنقابة المحامين في مصر، في عام 1962، حصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة القاهرة.و بدأ الدكتور محمد البرادعي حياته العملية موظفا في وزارة الخارجية سنة 1964م بوظيفة حامل حقيبة دبلوماسية، وهذه الوظيفة كانت من الوظائف المرموقة التي أتيحت خلال فترة مصر الناصرية للشباب النابه، وفي فترة تحتاج لتمحيص استقال البرادعي من وظيفته لسبب يقول انه اعتراض على بعض بنود اتفاقات كامب ديفيد لكن الحقيقة إني لا أصدق هذا السبب لأعتبارات منطقية مختلفة احتفظ بها لنفسي في الوقت الحالي ،على الأقل لأني لم اقرأ ولم اعرف أن البرادعي كان في يوما من الأيام من خصوم إسرائيل أو الولايات المتحدة .

البرادعي ونوبل وبيجين ومنظمة أرجون .. أشياء مشتركة

الحقيقة أني مثل أبناء جيلي لم نكن نعرف أى شئ عن الدكتور محمد البرادعي إلا بعد أن ظهر اسمه بعد أن أصبح مدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومثل غيري قرأت اتهامات أخطرها ما وجهها له رئيس منظمة الطاقة الذرية العراقية السابق فاضل الجنابي من محمد البرادعي تواطئ مع هانز بليكس رئيس فرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل وأنه كان يخضع لتعليمات صادرة له من جهات غير سياسية في الولايات المتحدة وحمل الجناني للبرادعي جزء من المسؤولية الأخلاقية عما حدث للعراق وشعبه من تدمير على يد الجيش الأمريكي، والحقيقة أني لم أكن مهتم في أى وقت بأن أخضع اتهامات الجنابي أو غيره للتأكيد أو الدحض، لكن مثل ملايين المصريين عندما حصل البرادعي على جائزة نوبل للسلام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعترافا بالجهود المبذولة من جانبه لاحتواء انتشار الأسلحة النووية فكرت في أن هذه الجائزة قد تكون مكافأة للبرادعي على دوره في تدمير العراق، خاصة وأن جائزة نوبل للسلام نفسها التي يحملها أشخاص آخرين ليسوا فوق مستوى الشبهات، مثل مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل ومؤسس منظمة «أرجون» الصهيونية التي أرتكتب مذابح لا يصدقها عقل ضد الأطفال والنساء في فلسطين العربية المحتلة .

سلسلة من الذهب تحت جلباب أبيض لم يليق بالبرادعي

وعلى الإجمال لم أكن قد كونت أى موقف شخصي تجاه شخصية بحجم محمد البرادعي إلى أن كنت في صالة تحرير صحيفة يومية مستقلة ووجدت رئيس التحرير، يكتب مقالاً عن البرادعي يصفه بأنه ( سعد زغلول الذي عاد يا صفية )، الحقيقة لفت العنوان انتباهي، فقررت أن أتواصل أكثر مع أشخاص انخرطوا بكل قوة وحماس في الجمعية الوطنية للتغيير، وبعضهم أسر لي بسر أنهم يبحثون عن شخص يقوم بدور المترجم الذي يشرح للبرادعي معني كلام الناس العاديين الذين يلتقي بهم في جولاته، فضحكت واعتبرت الموضوع مزحة، ثم رأيت البرادعي رأى العين في الأيام لخروج الناس على حكم مبارك وهو يرتدي جلباب أبيض لم يكن يليق عليه في الحقيقة، ولكن عندما لمحت سلسلة ذهبية تحيط برقبة الرجل من تحت الجلباب الذي يرتديه رجال شعبيون في مصر يرون أن ارتداء سلسلة ذهبية لا يليق بالرجل وقع في نفسي أن البرادعي يخدعنا بعد أن خدع أقرب المحيطين بيه الذين تصوروا أنه سعد زغلول الجديد الذي عاد لمصر ، الحقيقة وقع في نفسي هاجس أن الرجل يخدع الآخرين لكن لم يكن في يدي دليل على هذه الخديعة.

أسقط في يد من كل التف حول هذا البرادعي

وسرت في نيل مصر مياه ووقعت أحداث، وكان البرادعي في كل يوم يتمسك بعلياء غريب لكن كان يظهر أن الرجل قوي النفوذ في كل أزمة، ولكن مع الأحداث ظهرت تسريبات مختلفة للبرادعي، ليس أخطرها من وجهة نظري ما تحدث به في مكالمات مع شخصيات رسمية، بل أن أخطرها ما أسر بها لشقيقه في مكالمة ودية سخر منها بشكل مدهش من كل زملاءه في الجمعية الوطنية للتغيير الذين التفوا حوله، ووصف بعضهم بأوصاف لها دلالة على ما يكنه البرادعي من احتقار شديد للشعب المصري، فيصف ( فلان ) وهو استاذ جامعي بأنه زبال، و( فلان ) الآخر بأنه ... ويعود لاستعمال لفظ ( زبال ) ليصف به ( فلان )، و( فلان )، و( فلان )، ثم يقول لشقيقه أن بحوذته دعوات لإلقاء محاضرات تكفيه ليعيش من دخله باقي عمره، وهكذا أسقط في يد من كل التف حول هذا البرادعي، الذي ظهر في نهاية المطاف بأنه خدعنا، وخدع من التف حوله، ثم خدع نفسه في نهاية المطاف !

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إسرائيل تواصل أكاذيبها: أعمالنا العسكرية تحت مراقبة المحكمة العليا