محمد مختار يكتب : بيان بايدن حول غزة المربك والمرتبك .. هل جرت مياه لا نعرفها تحت جسر المفاوضات أم أن الشيطان يكمن في التفاصيل !

 الرئيس الأميركي جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن

جاء البيان المفاجئ للرئيس الأمريكي جو بايدن حول غزة مربكا ومرتبكا فالبيان مربك لأنه تقريبا طرح نفس المبادرة السابقة التي وافقت عليها المقاومة ورفضتها تل أبيب

كما أن البيان جاء مرتبكا لأن الرئيس الأمريكي ألقي بيان بناء على مقترح عبري ثم طالب تل أبيب بالموافقة عليه، ولم يكن غريبا أن يكون بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن حول المبادرة التي جاء طرحها في توقيت لافت نوعا وشكلا مفاجأة للكثيرين حتى في تل أبيب. فلأول مرة يطلب رئيس أمريكي من حركة مقاومة فلسطينية خارج منظمة التحرير هى حركة الحماس المدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية القدوم لطاولة المفاوضات، فقد طالب بايدن حماس مباشرة بالقدوم لمائدة المفاوضات، فهل قصد بايدن فعلا دعوة حماس لمفاوضات مباشرة، أم أن هذه الدعوة هي هفوة لسان جديدة من الرئيس الأمريكي الطاعن في السن والذي تعددت هفوات لسانه ؟

هل يقصد بايدن أن يأتي السنوار أو هنية وخالد مشعل مباشرة للمفاوضات معه ومع تل أبيب

فهل يقصد بايدن أن يأتي السنوار أو هنية وخالد مشعل مباشرة للمفاوضات معه ومع تل أبيب ؟ وهل يعقل أن تكون كل جولات مندوبي الإدارة الأمريكية بمن فيهم وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأمريكية في أنقرة والدوحة وعواصم دول أخرى كانت لقاءات افتراضية لم يسمع فيها وليام بيرنز من حماس ولم يقابل أى مسؤول فيها طوال هذه الجولات . في نفس الوقت كان لافتا أن اسماعيل هنية استبق بيان بايدن بإعلان خطاب نصر مبكر في المؤتمر القومي العربي ببيروت جاء خطاب هنية في صباح الجمعة قبل ساعات من إعلان بايدن وكان لافتا حرية الحركة التي يتمتع بها هنية في بيروت ، فقد وصل هنية إلى بيروت جوا من انقرة وهبطت طائرته في مطار بيروت بدون أن مخاوف من استهدافه، ولا يعقل أن تكون إسرائيل التي قتلت أبناء وأحفاد إسماعيل هنية غير راغبة في قتله، ولا يعقل أيضا أن الرجل الذي فقد أسرته وأبناءه وأحفاده لا يعلم أن إسرائيل تريد قطف رأسه على الأقل لتقدم رأس هنية لتهدئة الرأى العام الإسرائيلي، وإن كانت إسرائيل لا تستطيع إستهداف هنية في الدوحة أو أنقرة أو عواصم أخرى، فهى استهدفت قيادات من حماس في قلب الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في بيروت، ولا يتصور أن مطار بيروت أو حتى الفندق الذي عقد فيه المؤتمر العربي القومي الذي شارك فيه هنية بعيدا عن أذرع إسرائيل .

واللافت في نفس الوقت أن ما ذكره هنية في خطابه أمام المؤتمر العربي القومي من شروط للمقاومة لا تخرج عن بيان بايدن، فقد قال هنية إن الحركة والفصائل الفلسطينية أبلغت الوسطاء تمسكها بمطالبها المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة. وأكد هنية، في كلمة امام المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت : إن المقاومة أبلغت الوسطاء بأن القواعد الراسخة لها لا تنازل عنها بوقف العدوان الدائم، وانسحاب جيش الاحتلال الشامل من قطاع غزة، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار، وانجاز صفقة مشرفة لتبادل الأسرى، وهى كلها نفس البنود التي جاءت في بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن بدون أى التباس، فهل جرت مياه تحت جسر المفاوضات حول غزة لا نعلمها وفرت لهنية فرصة للطيران من أنقرة لبيروت والظهور علنا وإلقاء خطاب يتضمن نفس البنود التي خرجت في بيان بايدن بعد ساعات من كلمة هنية ، أم أن هناك شيطانا يكمن في التفاصيل ؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
من الجزيرة لـ الجزيرة.. حقيقة تعاقد الأهلي مع النني استعدادًا لكأس العالم للأندية