السكك الحديدية في مصر، تعد مصر أول دولة في الشرق الاوسط وافريقيا والثانية على مستوى العالم في استخدام السكك الحديدية اذ يرجع انشاءها الى العام ١٨٤٣ عندما فكر محمد على باشا في انشاء خط سكة حديد لتسهيل حركة التجارة لكن المشروع توقف بسبب اعتراض فرنسا ولأسباب سياسية بعدها اعاد الفكرة عباس حلمي الاول عام ١٨٥١ وبدا تشغيل اول خط سكة حديد عام ١٨٥٤ تطورت بعد ذلك لتربط بين اهم المدن والموانيء المصرية.
كانت السكك الحديدية المصرية من افضل السكك الحديدية من حيث القطارات والخطوط وتعمل وفق احدث التقنيات في ذلك الوقت.
فماذا حدث بعد ذلك ؟ على مدار عقود من الأهمال وعدم مواكبة التحديث والزيادة السكانية بل وعدم التجديد والصيانة وصلت السكك الحديدية يرثى لها في الحقيقة من تدني في مستوى القطارات القديمة والتى كنا نشاهدها ونركبها خاصة بين المحافظات من زجاج شبابيك مكسور وكراسي سيئة وعدم نظافة لعربات القطار بل وعدم نظافة في المحطات الرئيسية يكفي ان تقف على ارصفة محطة رمسيس المحطة الرئيسية لتشم رائحة النشادر وترى السواد والاتربة الممتزجة بالشحم والزيوت قد غطت الأرصفة وانا اتكلم هنا عن ارصفة المحطات وليس المبني من الخارج ،ناهيك عن اماكن الانتظار في المحطات التى لا يوجد بها اي كراسي تليق بالمسافر ليجلس عليها.اما بالنسبة للتوجه لرصيف الوجه القبلي في محطة مصر فالمسافر مضطر ان يحمل حقائبه وينزل سلالم حجرية ويمشي في نفق ضيق غير نظيف ويصعد سلالم مرة اخرى ليصل الى الرصيف ، قل هذا ايضا على محطة الجيزة الرئيسية التى يستخدمها السياح من حيث النظافة والنظام ومحطة سيدي جابر وتفريبا جميع المحطات.
اهم من هذا هو حالة القطارات القديمة التى لازالت تستخدم بين المراكز والقرى ، لدينا ثقافة في مصر هي عدم التخلص من الاشياء القديمة والاستمرار في استخدامها والاستفادة منها حتى اخر نفس ينطبق هذا حتى على جميع المركبات من السيارات والاتوبيسات والميكروباص الذي يشكل استخدامها خطر حقيقي على حياة المواطنين.
بالنسبة للجانب الاهم في خطوط السكك الحديدية وهو صيانة القضبان والتحويلات وتحديث المزلقانات هذا الجانب هو عصب السكك الحديدية والذي يتسبب في غالبية حوادث القطارات المميتة يجب ان يحظى باولوية كبيرة وصيانة مستمرة ومراقبة على مدار الساعة فالامر يخص حياتنا جميعا.
اخيرا حوادث القطارات تحدث في كل بلاد العالم لا شك لكن تختلف نسبة حدوثها والآثار المترتبة عليها واسبابها وتكرارها فأذا كانت هذه الحوادث متكررة سنويا فهذا ينبهنا الى ان هناك خلل يجب معالجته حتى لا تتكرر.. الأمر ليس هينا.. الأمر يتعلق بخسائر بشرية حياة ركاب وخسائر مادية ملايين الدولارات وسمعة عالمية تؤثر في السياحة والاقتصاد.