طارق متولي يكتب: في انتظار معجزة من السماء (قصة قصيرة)

طارق متولي
طارق متولي

تخيل بعد عناء يوم طويل تستقل القطار لتصل الى وجهتك المحددة ، تأخذ مقعدك وينطلق بك القطار بسرعة ، وتصبر نفسك وتتحمل مشقة السفر وحركة القطار وصوت القطار على أمل انك ستصل إلى المحطة التي سيتوقف فيها وتنزل من القطار لتذهب إلى بيتك وتستريح.

فجاة تكتشف ان القطار لا يتوقف في محطات ولا يهديء سرعته ، يتعجب الركاب ، يسأل كل واحد منهم عما يحدث ليكتشف الجميع ان القطار بلا فرامل ، الفرامل لا تعمل، السائق يحاول ان يوقف القطار لكنه لا يستطيع ، القطار يسير بسرعة جنونية علي القضبان ، يصاب الجميع بالهلع ، ماذا سيحدث ؟ كيف سيتوقف القطار ؟ القطار على وشك ان يصطدم بكل قوته في الخرسانة والحديد نهاية القضبان او يخرج عن القضبان بعد انتهائها وينقلب.

حالة من الهلع اصابت الركاب مرت ساعات والقطار يسير بلا توقف تخطى كل المحطات ، القى الركاب اللوم على السائق لكنه رد عليهم بأنه غير مسؤول عن صيانة القطار وان مهندس الصيانة هو المسؤول عن التأكد من عمل الفرامل. لم يذهب احد الى بيته في الموعد المحدد. ساد القلق والتوتر والخلاف بين ركاب القطار والسائق والعاملين في القطار دون الوصول إلى حل.

على الجانب الاخر راح اقارب وذوي الركاب يستغيثون بالمسؤولين الذين بدورهم اخذوا يبحثوا عن القطار ومراجعة خط سيره لكن للأسف لم يكن في مقدور احد ان يصل الى القطار او يوقفه.

نفذ الطعام والشراب داخل القطار ، لم يعد بإستطاعة احد ان يحصل عليه ، احد الركاب اخرج من محفظته مبلغ من المال ليشترى زجاجة مياه لكن للأسف لم يتبقى اي مياه ، زجاجات المياه القليلة التى كانت موجودة في القطار نفذت كلها.

راح الركاب يلعنون القطار ويلعنون اليوم الذي استقلوا فيه القطار ، احد الركاب اخرج من حقيبته علبة أقراص مهدئة تناول منها قرص للتخلص من حالة الهلع التى يشعر بها ، بعض الركاب وجودها فكرة جيدة طلبوا منه أن يعطيهم من الأقراص المهدئة ، سادت حالة من الهدوء القطار يسير بسرعة جنونية والقضبان على وشك ان تنتهي ، ،وحدهم الركاب الذين لم يتناولوا الاقراص المهدئة كانوا يصرخون في هلع وهم يشاهدون القطار يقترب من نهاية الطريق بأقصى سرعة في اي وقت سيصطدم القطار وينقلب ادركوا انهم هالكون لا محالة ، لم يعد هناك حل إلا إنتظار معجزة من السماء توقف القطار.

WhatsApp
Telegram