اشتاق كثير من المسلمين لصلاة الجمعة التي لم يعد في الإمكان تأديتها بسبب ظروف انتشار جائحة كورونا، فما هو الأصل في الصلاة يوم الجمعة، هل الأصل هى صلاة الجمعة أو صلاة الظهر؟ وهل يجوز صلاة الجمعة خلف التليفزيون ؟ وما هو رأى جمهور الفقهاء في ذلك ؟ حول هذه الأسئلة فقد اختلف كثير كثير من العلماء حول ما هو الأولى صلاة الجمعة أو صلاة الظهر، كما اختلف العلماء في أيهما أصل والآخر بدل منه، والراجح من أقوال العلماء أنّ الظهر هو الأصل والجمعة بدل منه؛ لأنّه الظهر فُرض في الإسراء، والجمعة متأخر فرضها، فإذا تعذّر إقامة الجمعة لعدم توفر شرائطها عُدنا إلى الأصل وهو الظهر.
وقد ذهب جمهور العلماء للقول بأن صلاة الجمعة في البيوت خلف المذياع أو التلفاز أو البث المباشر أو غير ذلك من وسائل الاتصال الشبكي لا تجوز، ولا تجزئ عن صلاة الجمعة، ولا تُسقط صلاةَ الظهر عمّن صلّاها على هذا النحو، وهو ما انتهت إليه الهيئات والمؤسسات الإفتائية المعاصرة، وما أفتى به جمهور الفقهاء المعاصرين في هذه النازلة أو قبلها بعقود؛ لأنّ صلاة الجمعة عبادة توقيفية تعبدية لها صفة وهيئة شرعية لا تقع العبادة صحيحةً إلا بها، وقد دلّ على تلك الصفة والشروط والأركان ما نُقل من القول والفعل النبوي منذ فرض الجمعة إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كما تواتر أداؤها على تلك الصفة منذ العهد النبوي إلى يومنا هذا دون تعديل أو تغيير.