اعلان

سماح عبدالعاطي تكتب: ليس دفاعاً عن «هشام علام»

سماح عبد العاطي
سماح عبد العاطي
كتب : أهل مصر

يعرف المقربون مني أني أقاطع "فيس بوك" منذ فترة طويلة، لا لشيء، إلا لأني اعتبرته مكاناً مزعجاً، يهدد السلام النفسي كما يضيع الوقت فيما لا طائل من ورائه، غير أنه من وقت لآخر كانت تصلني أصداء معاركه، وصولات مستخدميه وجولاتهم، عبر عدد قليل من أصدقائي عزّ عليهم أن يفوتني ما يجرى عليه من أحداث يرونها مهمة..

ومؤخراً سمعت عن الحملة "الغامضة" التي تدور على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر، ويتعرض لها الزميل العزيز "هشام علام"، وأقول إنها "غامضة"، لأني بالفعل لا أجد لها تفسيراً، أو مبرراً، فأنا أعرف "هشام" جيداً، وضع تحت "جيداً" ما شئت من الخطوط واضغط عليها..

زاملته في "المصري اليوم"، و"الوطن"، عملت معه كتفاً بكتف، حضرنا سوياً تدريبات متعددة داخل مصر وخارجها، وأخيراً شرفت بالعمل معه في مجال التدريب داخل إحدى الجامعات المصرية..

ورغم أن هناك فارقاً عمرياً بيننا، لصالحه بالطبع، فإني اعتبر نفسي من جيله المهني، تفتح وعينا على مدرسة صحفية واحدة، اجتهدنا فأصبنا، وربما اخطأنا دون أن نتعمد الخطأ..

غير أن تجربة هشام المهنية كانت دائماً وأبدأ تستحق احترامي وتقديري، فقد شق لنفسه طريقاً في التدريب الصحفي، مؤثراً نقل خبراته القيمة لجيل جديد من الصحفيين، تابعتهم عن قرب لأني عملت، ولا زلت، مع عدد كبير منهم، وحرصت على أن اسمع انطباعاتهم عقب كل تدريب يتلقونه على يد "هشام"، سمعت الكثير والكثير من الاشادات والملاحظات، لكن أحدا ممن حضروا، أو حضرن، تلك التدريبات، وجميعهم من الصحفيين الشبان، لم يشر من قريب أو بعيد إلى شيء غريب في معاملته لهم أو لهن، وهو ما لم يسترعِ انتباهي باعتباري أعرف "هشام" جيدا، كما سبق وذكرت..

حتى انفجرت ماسورة الاتهامات الطائشة، تحمل من "الشهادات" المروعة ما يعفّ لساني عن ذكره، وهي معروفة وموجودة لمن أراد أن يقرأ..

ولأننا تعلمنا في المهنة المحترمة التي نعتز بالانتماء إليها، ألا نصدق كل ما يقال دون تحقيق أو تدقيق، لفت انتباهي أن كل من ردد الاتهامات الموجهة للزميل العزيز لم يكلف نفسه عناء التأكد من صحة تلك الاتهامات الجاهزة، على العكس تماما، تعامل معها وكأنها أمر مفروغ منه، على اعتبار أن "هشام" رجلاً، ولا يوجد رجل يمشي على الصراط، ثم أنه صحفي، والصحفيين الرجال داخل الصحف، كما تردد، يستغلون دائما مواقعهم ومناصبهم للتغرير بالصحفيات الصغيرات من أجل النشر لهن، وهو يتعامل مع مؤسسات دولية ويعمل معها، فيجب أن يتم ترجمة كل تلك الاتهامات وإرسالها إلى كل المؤسسات، ومطالبتها بوقف التعامل معه، خوفا على مستقبل الصحافة والصحفيات، كما إنه متزوج ورب أسرة، فلا مانع من نشر صورته مدموغة بالاتهام أو الحكم النهائي لتتحطم حياته وحياة أسرته بالكامل..

من الذي نصب رواد مواقع التواصل الاجتماعي مدعين وشهود وقضاة؟ من الذي منحهم الحق في نصب المشانق والقاء التهم جزافاً على عباد الله؟..

لن أدافع عن "هشام"، لأنه يعرف كيف يدافع عن نفسه جيداً، لكني أطلب من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض التروي، قليلاً من التدقيق، وكثيراً من ضبط النفس، فليس هكذا تورد الإبل كما يقولون..

يا سادة.. ليس كل ما ينشر على "فيس بوك" قرآناً.

ألم أقل في البداية إنه مكان مزعج؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً