نشر حساب قائد ما يسمى بقوات الدعم السريع عدد من التغريدات على حسابه الموثق باللغة الانجليزية تحدث فيها حميدتي عن اتصال جرى بينه وبين وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن، ثم نشر موقع سكاي نيوز ومن بعده عشرات المواقع الأنباء عن اتصال بين حميدتي وبين وزير الخارجية الامريكية وكلها تكرار لنفس الخبر المنقول عن تغريدة حميدتي لكن لم يقل أى موقع إخباري عربي من المواقع التي نقلت عن سكاي نيوز أن وزارة الخارجية الامريكية قالت في بيان لها أن وزير الخارجية الامريكية فعلا قد اتصل بحميدتي ، ولم تنقل سكاي نيوز والموقع التي نقلت عنها أو صفحات الذباب الالكتروني التي احتفت بالتغريدة رواية الخارجية الامريكية عن محتوى المكالمة، وهل بلينكن عرض فعلا وقفا لاطلاق النار أو أن وزير الخارجية الامريكية حذر قائد الميلشيات المتمردة من المساس بالأمريكيين بعد حادث استهداف سيارة تابعة للسفارة الامريكية ومقتل مواطن سوداني يحمل الجنسية الامريكية في الخرطوم ، ولكن في كل الأحوال فإن اللافت هو أن تغريدات حميدتي قد حررت باللغة الانجليزية مع العلم أن هناك من يشكك في أن حميدتي راعي الإبل التشادي الأصل والذي منحه الرئيس السوداني السابق رتبة عسكرية سودانية خارج منظومة الجيش السوداني يجيد اللغة الإنجليزية فضلا عن أن يغرد بها .
تغريدات حميدتي ورسالته وخوفه من انقسام قواته لميلشيات مستقلة
في كل الأحوال فقد كانت التغريدات التي غردها حميدتي أو من غرد له بالنيابة عنه على حسابه الموثق على حسابه في تويتر فاضحة ومفضوحة بأن حميدتي يحاول أن يرسل للأخرين رسالة بأنه على اتصال بالولايات المتحدة ، وفضحت تغريدة حميدتي خوفه من أن تطول المعركة في الخرطوم لأنه مع إطالة أمد المعركة فسوف يفقد السيطرة على قواته التي سوف تنقسم بالتأكيد مثل متوالية هندسية، لتتحول قوات الدعم السريع التي بلغ عددها قبل الحرب 100 ألف مقاتل إلى مئات الميلشيات المستقلة التي سوف تقاتل للحصول على مكاسب شخصية أو حتي للبقاء على قيد الحياة .
وول ستريت جورنال تقطع شعرة معاوية بين حميدتي وبين السيسي
لكن مع ذلك فإن محاولة حميدتي المفضوحة التمسك بشعرة معاوية مع الولايات المتحدة قطعتها صحيفة وول ستريت جورنال بتقرير عن عرض من مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية لتوريد أسلحة ثقيلة ومنظومة صواريخ للدفاع الجوي محمولة من طراز ستريلا-2 الروسية على قائد قوة الدعم السريع في السودان، وقالت الصحيفة الأمريكية أنها نقلت هذه المعلومات عن مسؤول أمريكي حالي في الإدارة الأمريكية هى إشارة تحذير أمريكية مفهومة لحميدتي بألا يتماهى مع الأحلام الروسية القديمة قدم الامبراطورية الروسية حتي قبل عصر الاتحاد السوفيتي السابق من أن تحصل روسيا لنفسها على موطئ قدم لها على البحر الأحمر .
قمة سوشي واتفاقية القاعدة العسكرية البحرية الروسية في بورتسودان
جلم روسيا القديم للوصول لمياه البحر الاحمر يعود مجددا في ظل حالة الفوضى الحالية في السودان، وكانت المحاولة الأخيرة من جانب روسيا للوصول للبحر الأحمر هى المحاولة التي جرت في اجتماع 'سوتشي' بين الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو الاجتماع الذي جرى في 23/11/2017 وعندما سربت المعارضة السودانية ما تم في تفاصيل الاجتماع وتعهد البشير بمنح الأسطول الروسي قاعدة بحرية عسكرية على البحر الاحمر على غرار قاعدة الاسطول البحري الروسي في في طرطوس السورية على ساحل البحر المتوسط ، وهو ما أثار مخاوف الولايات المتحدة من وصول روسيا للبحر الاحمر وتهديد وجود قاعدة عسكرية بحرية في ميناء بورسودان للأسطول الأمريكي الخامس في البحر الأحمر وتهديد ذلك لمسار النفط السعودي إذا رغبت موسكو التي تخسر معركتها في اوكرانيا، في ان تسدد لكمة انتقامة لواشنطن في المستقبل، وأن يخرج بوتين بنصر جيوستراتيجي يعوضه عن هزيمة عسكرية مؤكدة في حرب أوكرانيا .
حلم روسيا للوصول لمياه البحر الأحمر وتهديد مسار النفط السعودي
حلم روسيا في الوصول للبحر الأحمر يبدو الأن أقرب من أى وقت مضى، أقرب حتى مما كان على وشك أن يحدث في عام 1971م عندما دعمت روسيا السوفيتية انقلاب شيوعي في السودان وكانت على وشك أن تصل لمياه البحر الأحمر من خلال السودان، وهى محاولة لم يكتب لها النجاح بعد دعم الرئيس الراحل السادات لجعفر نميري ورفضه لوجود حكومة شيوعية في السودان، وحتى عندما اجتمع البشير مع بوتين في سوشي على البحر الأسود ومنحه توقيعه على اتفاقية لمنح الأسطول الروسي قاعدة بحرية في بورتسودان في المواجهة مباشرة مع ميناء جدة السعودي سارعت الولايات المتحدة هذه المرة لدعم إطاحة الجيش السوداني بعمر البشير نفسه وفي نفس الأسبوع الذي عزل فيه الجيش السوداني البشير واعتقله أعلن إلغاء الاتفاقية التي وقعها البشير مع بوتين في سوتشي بمنح روسيا قاعدة عسكرية بحرية في بورتسودان .
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
