الفنان الحقيقي هو شخص ينفعل مع الأحداث الجارية من حوله، يتخطى بصره وشعوره ووجدانه نفسه ومحيطه الضيق ليرى المجتمع بأسره والإنسانية كلها يشعر بمعاناة العالم من حوله وطموحه وأحلامه أيضًا، يعبر عنها من خلال موهبته في أي مجال من المجالات بطريقة ما وهو بمثابة دليل يدل الناس على مواطن الخير والشر والجمال والقبح والفن يعتمد أساس على الفكر فإذا كان الفكر جيدا والتعليم جيدا أنتج فنا راقيا وجيدا أما إذا كان الفكر تافه والتعليم فاشل أنتج فنا تافها سطحيا ينشر التفاهة والأفكار الفاسدة.
وهذا للأسف ما يحدث للفن المصرى والفن عموما منذ سنوات طويلة منذ أن اقتحم الفن الجهال، وقليلى الحياء والمهرجين الذين يعتمدوا اساسا على انتهاك الأخلاق والمبادىء وتعرية المجتمع من ملابسه هؤلاء الجهال يستغلهم أصحاب رؤوس الأموال التجار الباحثين عن المكاسب التجارية الضخمة لخلق مجتمع مدمن فيصنعوا من هؤلاء نجوما ويغدقوا عليهم الأموال ليفعلوا أي شىء يجذب الجمهور
عرى، كلام قبيح، أفكار قبيحة، عبث.
فأصبحنا نجد أمرأة كل موهبتها أنها جريئة تستطيع أن تخلع ملابسها وتظهر أمام الجمهور شبه عارية ترقص أو تغنى أو تمثل بالطبع لن ينظر الجمهور إلى أدائها ولا إلى ما تقوله لأنه سيكون مشغولا بالنظر لأشياء أخرى ونجد نماذج اخرى من الرجال والنساء تساهم فى عملية تعرية جسد المجتمع وكشف عوراته دون حياء.
المشكلة أن هؤلاء التافهون صدقوا أنهم فنانين لمجرد أنهم يحصلون على أجور خيالية من المال المحصل من إفساد الناس مثلهم مثل تجار المخدرات والكيف الذين يعتقدون أنهم رجال أعمال صدق هؤلاء أنفسهم أنهم يقدمون قيمة للجمهور في حين أن الجمهور يتخذهم سلعة رخيصة للمتعة والترفيه والمزاج بدليل أنه عندما يفقد الواحد من هؤلاء الفنانين مفعوله فإنهم يتركوه ويلقوه فى القمامة، مثلما نجد الآن كثيرا من هؤلاء يعانون من الإهمال ببساطة لأنه قد انتهى مفعولهم يجب أن نفرق جيدا بين الفن وبين الترفيه والمخدرات.