اعلان

طارق متولي يكتب: لب الصراع العربي الإسرائيلي

طارق متولي
طارق متولي

بداية التاريخ الذي ليس عليه خلاف هو أن أرض فلسطين أو أرض كنعان كما كانت تسمى في الماضي ليست الوطن الأصلى لقبائل العربيين أو العبيرو كما كان يسميهم المصريون القدماء لكنهم وفدوا عليها من الكلدانية جنوب العراق وانتزع هؤلاء الأرض من أصحابها الأصليين بالحرب والدم حوالى 1800 ق. م.

وفى هذا تقول التوراة على لسان الأجانب مخاطبين إسرائيل انتم لصوص الأرض أخذتم عنوة ارض الشعوب السبعة أو شعوب البحر .

وأسس اليهود دولتين في فلسطين الداخلية بدأت أولاهما في 1000 قبل الميلاد وامتدت الثانية حتى القرن السادس ق.م وبزوالها زالت إلى الابد دولة اليهود في فلسطين بعد حياة طولها فقط أربعة قرون بينما إقامة اليهود المتصلة فى فلسطين لم تزد على ستة قرون ثم بدأ بعد ذلك الخروج والشتات (الدياسبورا ) بمراحله الثلاث البابلى ثم اليونانى ثم الرومانى الذى صفى وجود اليهود تماما ونهائيا والى الأبد عام 70م ومنذ ذلك الوقت قضوا عشرون قرنا فى الشتات حتى كان اغتصاب فلسطين 1948م.

أما تاريخ العرب فى فلسطين فييدا شكلا أو رسميا منذ الفتح العربى ليستمر ثلاثة عشرة قرنا متصلة لكن وجودهم الفعلى سبق ذلك بكثير بطريقة سلمية عن طريق الهجرة والتسرب بالإضافة إلى أن الكنعانيين سكان فلسطين الأصليين هم فرع من العائلة السامية الكبيرة التى خرجت من الجزيرة العربية.

هذه الحقائق التاريخية لا يختلف عليها أحد . لكن الخلاف ياتى من ادعاء اليهود أن العلاقة بين الشعب اليهودى وارض إسرائيل كما يسمون فلسطين هي علاقة إلهية مقدسة كما أنها وعد إلهي كما جاء فى التوراة لنشلك أعطى هذه الأرض أعطى ارض كنعان حبل ميراث لكم وهو وعد مطلق إلى الابد وقد ذكر وايزمان عند تأسيس إسرائيل أن وعد الرب هو ميثاق الشعب اليهودي.

لذلك فإن إسرائيل دولة قائمة على أساس دينى عقائدى بحت فهم يؤمنون أنهم شعب الله المختار فى الأرض المختارة وان هذه الأرض لها قدسية كما أن الشعب له قدسية وان اى ارض غير فلسطين هي أرض نجسة وان اى اجانب فى أرض فلسطين ينجسوها.

وبناءً على الشريعة اليهودية فإنهم يرون أنهم المالك الأصلي لأرض فلسطين وان إقامة العرب فيها كل هذه القرون كان بمثابة إقامة مستأجر للأرض فإذا عاد المالك الأصلي وجب على المستأجر أن يترك ارض للمالك' هم يؤمنون بحق العرب التاريخى فى أرض فلسطين لكنهم يؤمنون أيضا أن حقهم هم اليهود أعلى منزلة وأكبر من حق العرب لذا على العرب أن يتنازلوا عن هذه الأرض دون شعور بالظلم .

هذه الرؤية التى قامت عليها إسرائيل والتر مازالت قائمة عليها لذا فهم فليس لديهم أي استعداد للتنازل عن جزء من هذه الأرض فمسألة حل الدولتين أو المفاوضات والتنازل عن الأراضى المحتلة ليست واردة لديهم وانما هي مناورات لكسب الوقت حتى يتحقق الوعد كاملا .

في النهاية فإن لب القضية هو الأرض والوعد الإلهي المقدس كما يدعون هذا هو ما يجب أن تدور حوله اى حلول للقضية وهذا هو ما لا يطرحه الإسرائيليون على طاولة المفاوضات طيلة سبعون عاما.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: ندعم وحدة واستقرار سوريا وكل جهد يسهم في إنجاح العملية السياسية الشاملة