اعلان

محمد مختار يكتب : ثلاثون عاما من التشرد ..الكتاب المظلوم ،، نقد المفكر الاسلامي محمد ابراهيم مبروك للاخوان ،، جيل السبعينات ،،

محمد ابراهيم مبروك
محمد ابراهيم مبروك

اتبع المفكر محمد ابراهيم مبروك تكتيكا جديدا وغريبا بوجه عام في عرض أفكاره في كتابه المظلوم ، ثلاثون عاما من التشرد ، أراد به شد انتباه القارئ وتقديم اكبر عدد من الافكار في وقت واحد فقد عرض افكاره في إطار سرده لأحداث واقعية شديدة الإثارة والكثافة الامر الذي مكنه ايضا من تقديم اكبر قدر من الأفكار بعيدا عن متطلبات التأصيل الأكاديمية دون أن يتخلي عن تقديم البرهان الأساس على ما يقول . المثال الذي نقدمه هنا جاءت كتطور لأحداث تهدف لسرد واقعة عجيبة للغاية لانها تدخل فئ نطاق الخوارق للطبيعة ،البار سيكولجي ، يحكي إبراهيم مبروك انه كان لديه موعد لإلقاء محاضرة في صالون الدكثور المسيري. أوائل عام 94 وإنه كان يجب التحضير للموضوع جيدا وإلا تم التهامه من النخبة الحاضرة التي كانت تمثل في الغالب افضل العقول الثقافية حينذاك. ولكنه بدلا من ذلك يكون مستغرك في توزيع كتبه على الناشرين في معرض الكتاب الذي كان معاصرا لذلك الوقت بما في ذلك من أحمال ومشاكل وخناقات مع الناشرين

سعة وتسعين من أوراق اللعبة في أيدي أمريكا

وهنا اراد ان يقدم تفسيرا للقارئ لسؤال لماذا أضحى يصدر أغلب كتبه من انتاجه ولا يكتفي بحقوق المؤلف ، فيشرح ان مصادر دخل الكتاب المشاهير في ذلك الوقت هي الكتب. والمقالات وبرامج الفضائيات. وكيف ان الواقع يقول ان الموجه لهذه الجهات الثلاث في الغالب. أجهزة مخابراتية او شبه مخابراتية كأجهزة سلطوية او امريكية او بريطانية او صهيونية او ايرانية او اخوانية وينتقل من ذلك إلى القول بما انه انتقد أغلب هذه الجهات في كتبه السابقة فسيخصص نقده هنا للإخوان، ويذهب محمد ابراهيم مبروك ،كما وضح ذلك في كتابه عن سيد قطب ، انه بعكس ما يتصور الناس والكثير من الباحثين أيضاً فان جماعة الاخوان في تطورها ليست كيانا واحدا وانما هي ثلاثة اجيال لا تختلف فقط من حيث التكوين الفكري ولكن من حيث تشكيل الاشخاص المنتمين اليها ايضا ،،جيل البنا،،جيل الهضيبي قطب ،،جيل السبعينات ،، وهذا الجيل الاخير جيل،رجل السادات محمد عثمان وعمر التلمساني الذي هو احد اضعف مرشدي الإخوان فقهيا وثقافيا ، قد تم تكوينه برعاية هؤلاء وبضع مئات ممن افرج عنهم من الجماعة في ظل تدفقات مالية رهيبة من الداخل والخارج وفي ظل مفهوم ان تسعة وتسعين من اوراق اللعبة في ايدي امريكا اي في ظل سيادة المفاهيم النفعية الأمريكية ومن ثم تم العمل على اجتذاب الكثير من القيادات الشابة الجديدة في ظل هذه المفاهيم ومن خلال إغراءات مالية يصعب مقاومتها ، ومن هنا فان نقد مبروك لهذا الجيل الاخواني الذي يرى انه المسيطر على الجماعة حاليا ليس ذلك النقد التقليدي لها والذي يدو ر حول مفاهيم الدكتاتورية والطاعة والسرية والعنف وانما هويذهب الي مدى ابعد كثيرا من ذلك حيث يستهدف الاسس الفكرية الي قام عليها هذا الجيل .

،،ثلاثون عاما من التشرد ،،

وهكذا يذهب المفكر الإسلامي محمد إبراهيم مبروك في نقده لهذا الجيل في كتابه المظوم ،،ثلاثون عاما من التشرد ،، إلى انه قد حكم تفكير هذا التيار مجموعة من الأفكار المحورية التي تصنع في مجموعها نسقًا من التفكير تدور في فلكه كل أفكار التيار وقيمه وأفعاله. فإذا تحدثت بلسان حال هذا التفكير أقول نحن التيار الحق الذي يعمل لنصرة الإسلام والقادر على تطبيق شريعته على الواقع المعاصر وما غيرنا من اتجاهات إسلامية إما ضال عن وجهة الحق وإما جاهل أو عاجز العقل عن بلوغها. (وأنبه القارئ من تأثير عدم اقتناعي على المبررات التي أوردها هنا لتسويغ تلك الأفكار) فنحن التيار الأخلص الذي قدم التضحيات تلو التضحيات في سبيل الإسلام ونحن أصحاب الفكر والدعوة الذين تزخر المكتبة الإسلامية بآلاف الكتب في تراثهم الفكري والدعوي، وتنتشر رسائلهم الجامعية ومؤسساتهم الفكرية والدعوية في كل مكان في العالم كما تنتشر مؤسساتهم الخدمية والمجتمعية في كل مكان في العالم أيضًا. إذن نحن الأحق والأجدر على نصرة الإسلام وتطبيقه، ما دام الأمر كذلك فإن تقدمنا إلى قيادة المجتمع وتمكيننا من الحكم والتوجيه يعني التمكين للإسلام نفسه والقدرة على تطبيق شريعته. لكن هذا العالم يحكمه واقع لا يجعلنا نعمل في الهواء الطلق، فالعالم الإسلامي يرقد في هزيمة حضارية منذ أكثر من قرنين والذي يتحكم في العالم الآن قوى أخرى هي في الغالب معادية له خصوصًا القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ولكن أصل هذا العداء يعود في غالبه لتصور هذه القوى معاداة الإسلام لها وتناقض قيمه مع قيمها. فإذا كانت هذه الدولة هي التي تتحكم في تحديد من هم اللاعبون الذين يصلون إلى السلطة في دول العالم الإسلامي فإن إقناع الباب العالي الذي يمثل مراكز القيادة في هذه البلاد بعدم معاداة الإسلام لها واتفاق قيمه مع قيمها والالتزام بتحقيق مصالحها ، وبخطوة تالية إقناع هذا الباب العالي بأن قيادات هذا التيار سيلتزمون بالتوفيق بين قيم الإسلام والقيم الغربية . وبالشكل الأدق بتأويل قواعد الإسلام، وتكيفها لتتوافق مع القيم الغربية والتزام هذه القيادات بتحقيق المصالح الغربية فإن ذلك بدوره سيقنع قيادات هذا الباب العالي بالعمل على دفع قيادات هذا التيار بالسيطرة على السلطة في بلاد الإسلام، بذلك يتم تخلصها من ضغوط مطالبة الشعوب الإسلامية بتطبيق الإسلام الذي تم تأييدهم من اجله بخداعها أن ذلك قد تم بالفعل حيث تمثل ذلك في سيطرة أشخاص ء الإسلاميين على السلطة، وذلك في الوقت الذي تم فيه التخلص من الإسلام نفسه بعد تكيف قواعده مع القيم الغربية. وبالنسبة لقيادات هذا التيار فإن بلوغهم امتلاك سلطات البلاد يعني التمكين للإسلام ذاته لأنهم تيار الحق الذي لا بديل له ، ولا لوم عليهم في سبيل تحقيق هذا الهدف الأعلى في تأويل بعض قواعد الإسلام للتوافق مع القيم الغربية، وعمليًا يتم التضحية بهذه القواعد في سبيل الوصول للسلطة . فالضرورات تبيح المحظورات، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

وهم خداع لهذه الدول الكبرى

ثم من قال إنه تم التضحية بذلك وإنما هي مرحلة أولية فقد تكون هناك عملية خداع لهذه الدول الكبرى وما أن يستتب الأمر في تمكين هذه القيادات من سلطات البلاد حتى يمكن تطبيق الإسلام خطوة خطوة على المدى البعيد وأنت لا تعرف من يمكنه خداع من ؟ فإذا كانت سلة البيض في يدي فكيف يمكنك الحصول على بيض آخر غير البيضة التي في يدك .. أو بالأحرى قشر البيضة التي في يدك. ، وفي سبيل التمكين من السلطة تغدو الديمقراطية متطابقة مع الشورى والحرية مقدمة على الشريعة والحق والعدل هما الشريعة ولسائل أن يسأل هل هناك معنى محدد في العالم أجمع لتلك الحرية وذاك الحق وذاك العدل الذي يتحدثون عنه والاقتصاد الإسلامي هو الاقتصاد الحر، والمساواة تامة بين الرجل والمرأة، وتتوافق قواعد الموالاة في الإسلام مع الاتجاهات التي تحددها مصالح القوى الغربية، إلى أن يصل الأمر لدى بعض الفروع إلى الموافقة على زواج المرأة المسلمة من غير المسلم، والتسليم بتماثل المرأة مع الرجل في المواريث وتأييد المثلية الجنسية. ولا ضرر أن يتم السماح لبعض قواعد التيار بنقد ذلك هنا وهناك فذلك تأكيد على سماحة التيار، وتمتعه بالحرية الفكرية كما أن ذلك يخدم إيهام الجماهير أن ما يحدث ليس إلا خداع مرحلي من التيار للقوى الكبرى سيتم نقضه فيما بعد. وهكذا يتم التضحية بالإسلام نفسه وإحلال النجاح في تمكين التيار من السلطات بديلا عنه وفي إطار العلاقات المتداخلة في النسق بين ما هو إيماني وما هو تبريري، وما هو ثابت وما هو متغير، وما هو تجديدي وما هو تلفيقي، يغيب في وعي هؤلاء أنفسهم الحدود الفاصلة في توجهاتهم في ظل هذا النسق بين ما هو ديني وما هو ديني براجماتي وما هو براجماتي بالكامل. - سألت نفسي لماذا عبرت عن تلك الحالة العقلية لهذا التيار ـ وقد تم ذلك لأول مرة بطريقة تلقائية عندما كنت أجيب صديقي الكاتب الشهير عن رأيي في تفسير ما يحدث - بكلمة نسق وليس كلمة منظومة ؟ فوجدت أن كلمة منظومة تعني وجود شيء من المحاور والركائز والتنظيم والبناء ، أما كلمة نسق فإنها الأقرب للتعبير عن مجموعة من الأفكار المتوافقة دون قواعد محددة وهذا ما يعبر عن الحالة العقلية لهذا التيار.

محمد مختار يكتب عن الكتاب المظلوم 30 عاما من التشردمحمد مختار يكتب عن الكتاب المظلوم 30 عاما من التشرد

السيطرة شبه الكاملة على الدعوة من خلال المال والإعلام

قد يقول البعض لكن هذا التيار يشمل أيضًا جانبًا من الأصوليين الناقدين له. يجمع أقول: إن وجود هؤلاء الأصوليين الناقدين لا يمثل ضررًا لقياداته وإنما مصلحة لهم لأنه يتم استخدامهم كشكل تجميلي زائف (ديكور) لترويج أن التيار يجمع فيما بين المنتمين له الأصولي الناقد مثلما البراجماتي التبريري ومن ثم لا يمكن إهداره بالكامل وغاية ما في الأمر هو الادعاء الأبدي بالعمل على إصلاحه وكأنه طريق وحيد للعمل الدعوي الشرعي. ولا يبرر موقف هؤلاء أنفسهم ما يقومون به من نقد بين الحين والآخر لنفس السبب الذي تحدثت عنه خصوصًا أنهم متهمون بالحفاظ على مصالحهم معه . حيث لا يزيل المسئولية عنهم سوى الرفض الكامل له دون النظر لاستمرار تلك المصالح. وتلك السيطرة شبه الكاملة على الدعوة من خلال المال والإعلام تصنع من هذا التيار ما يشبه الكنيسة التي لا تحتوي فقط الخطاب الديني المستقل وإنما يمتد نفوذها إلى الخطاب الديني الرسمي وجانب كبير أيضًا من الخطاب العلماني الذي يتم التساوق معه على التوليفات والتقاطعات التي تشترك مصالحهما فيها ، ليتم وضع كل ذلك في النهاية في يد الباب العالي الحقيقي الذي يقف على رأس تلك الكنيسة وهو القوى العالمية التي ترعى تلك المصالح. فتجهض بذلك ثورات وثروات شعوب قاموا بقيادتها لصالح هذا البابا ويهدر الرصيد الدعوي للصحوة الإسلامية على امتداد نصف قرن لصالح هذا الباب. وليس هناك للخروج بالدعوة الإسلامية من هذه المآزق والأزمات التي شارك في دفعها إليها بعض أهلها إلا بفصل هذه الدعوة عن استهداف الحكم ، فلابد أن ينفصل الدعاة عن استهداف الحكم تمامًا حتى لا يكونوا عرضة للأهواء والخلط بين الدعوة إلى سيادة الإسلام وسيادة أنفسهم فيتقون بذلك السقوط في تلك الهاوية التي يسقط الكثيرون إليها، وهي أن يضحى وصول أشخاص الإسلاميين إلى الحكم هو الهدف الأساسي ويتم التنازل عن الإسلام نفسه كثمن لذلك، وإنا لله وإنا إليه راجعون. فعلى دعاة الإسلام أن يدعوا فقط إلى سيادة الإسلام في المجتمع أما القيام بتنفيذ هذه السيادة وتطبيق أحكام الإسلام ورعاية مفاهيمه وقيمه فليقم به من يقم ، وليتحمل المسئولية من يتحمل والله يهدي من يشاء.

تيارات وجماعات أخرى أو دعاة ومفكرين مستقلين

وإذا كان يتم التعامل مع الإسلام نفسه بكل هذا الإهدار في ظل هذا النسق فكيف يتم التعامل مع دعاته من أصحاب الاتجاهات المخالفة سواء كانوا يمثلون تيارات وجماعات أخرى أو دعاة ومفكرين مستقلين»؟.. لا شيء يفي التعبير عن ذلك سوى الاستباحة شبه التامة. فيتم الاجتراء على الأفعال التي يكون من شأنها العمل على تحقير هؤلاء في أعين الناس وتكميم أفواههم وإزاحتهم من ساحة الدعوى، فيتم تسفيههم وحجبهم عن التعبير في قنواتهم الإعلامية، والعمل على تعويقهم عن التعبير أو التشويش عليهم إذا استطاعوا النفاذ إليها حتى إذا أدى الأمر إلى إسكاتهم بالقوة وإلقاء التهم عليهم بالباطل. أما على مستوى الواقع الاجتماعي فيتم اتخاذ كافة الممارسات الاجتماعية الملتوية المدعومة بقوى مالية جبارة، تستطيع اختراق السلطة نفسها واستخدام بعض رجالها لمصلحتها ومن ثم يتم توظيف كل ذلك في إعاقة أي اتجاه إسلامي آخر عن الاستمرار سواء بالإفقار أو الطعن في الأعراض أو إيقاع الفتنة بينهم وبين الناس أو نصب الشباك لتلفيق التهم لهم والزج بهم في السجون، بل قد يتطور الأمر إلى فقدانهم السيطرة على أنفسهم من فرط الغل وقيامهم بالاعتداء المباشر على أصحاب الاتجاهات الإسلامية الأخرى وانكشاف ما في قلوبهم من كراهية وحقد تجاههم دون مواربة. يتم ذلك في نفس الوقت الذي يتم فيه تملق أصحاب الاتجاهات اللا إسلامية والتقرب منهم بشتى الوسائل، حتى الملحدين منهم ، و منهمّ ملحد ، ذاع صيته على يد هؤلاء، وكم من محارب للإسلام يسعى في الأرض استنادًا على قوة نفوذهم ماداموا يتربحون من ذلك الزلفى إلى أصحاب الباب العالي الغربي الأمريكي، وكم شاهدنا ذلك وعشناه في مؤتمرات وندوات وتحالفات كانوا يتعاملون فيها مع أصحاب هذه الاتجاهات. ولاينتهي العجب من مثل افعالهم تلك .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً