ads
ads

أكتب لكم عن ذكي فنان شاب وصانع أفلام يحمل في قلبه الحب للعالم

محمد مختار
محمد مختار

في زمنٍ أصبحت فيه الشهرة تُقاس بعدد المتابعين، و«الترند» هو العملة الجديدة في عالم التواصل، يظهر شاب مختلف، لا يبحث عن الضوء لذاته، بل يريد أن يجعل من الضوء رسالة.

اسمه ذكي جمال عبد العظيم ذكي نقريش — شاب يبدو أن في اسمه شيئًا من قدره؛ فذكاؤه لم يكن مجرد صفة، بل سلاحه في طريق طويل نحو الحلم.

ذكي ليس مجرد بلوجر آخر في بحرٍ مزدحم من المقاطع والتحديات والمقالب. هو شاب قرر أن يجعل من الكاميرا صديقًا، ومن العدسة مرآةً يرى من خلالها الناس وجوههم الجميلة المنسية.

نصف مليون متابع على «تيك توك»، ومائة وستون ألفًا على «إنستجرام»، أرقام كفيلة بأن تجعل أي شاب يشعر بالاكتفاء، لكن ذكي لا يقيس النجاح بالأرقام، بل بما يتركه في القلوب.

يقول:

«نفسي أكون ممثل وصانع أفلام مؤثرة تفيد الناس».

تبدو الجملة بسيطة، لكنها تحمل في داخلها فلسفة حياة. فذكي لم يأتِ من بوابة الشهرة السريعة، بل من باب الأمل. المحتوى الذي يقدمه ليس عن الرفاهية أو الثراء، بل عن حب الإخوة، ومساعدة الناس، والتمسك بالأمل مهما ضاقت الدنيا.

في عالمٍ يزداد فيه الصخب، اختار أن يهمس بكلماتٍ تشبه الدعاء: «لسه في خير».

من يشاهد مقاطعه القصيرة يدرك أنه لا يمثل، بل يعيش ما يقول. يبتسم وهو يحكي عن مواقف بسيطة حدثت له أو لغيره، يرويها بصدقٍ يجعلها تمس القلب.

أحيانًا يظهر مع أصدقائه أو مع إخوته، في مشاهد عائلية صغيرة، لكنها دافئة كصباح الجمعة في بيتٍ مصري. هذا الصدق هو سر حب الناس له.

لم يكتفِ ذكي بالبلوج، بل حمل حلمًا أكبر: التمثيل.

شارك بدور في المسرحية «سجن مع إيقاف التنفيذ»، تجربة صغيرة لكنها بالنسبة له كانت بوابة إلى عالمٍ طالما رآه من بعيد. وقف على المسرح للمرة الأولى، يسمع تصفيق الجمهور، فيشعر أن كل السنين التي تعب فيها على السوشيال ميديا لم تذهب سدى.

ذكي ذكي

يقول بعدها:

«أنا مش بس عايز أمثل، أنا عايز أقدّم أفلام تحرك الناس، تخليهم يحبوا بعض أكتر، ويساعدوا بعض أكتر».

قد يبدو هذا الكلام مثاليًا في زمنٍ أصبح فيه الفن أحيانًا مجرد وسيلة للترفيه، لكن ذكي يرى أن السينما قادرة على أن تداوي جرحًا أو تزرع أملاً.

هو يحلم أن يصنع يومًا فيلمًا بسيطًا عن شاب فقير يساعد أسرته رغم الصعوبات، أو عن أختين تتحدان الظروف بحبّهما لبعض. أفلام لا تحتاج ميزانية ضخمة، بل تحتاج قلبًا صادقًا يعرف كيف يحكي.

حين تتحدث إليه، تكتشف أنه لا يرى نفسه «مشهورًا»، بل «مكلفًا» برسالة.

يقول بابتسامة:

«كل متابع هو مسؤولية، لأن ممكن كلمة مني تغيّر يوم حد أو تدي له أمل».

هذا الإحساس بالمسؤولية هو ما يميزه عن كثيرين. فذكي لا يستخدم الشهرة كوسيلة للفت الانتباه، بل كمنصة للبناء.

هو من جيلٍ تربّى في عالم الإنترنت، لكنه لم يفقد إنسانيته.

يتحدث عن التعاون، عن التراحم، عن الأمل في الله، عن أن كل إنسان مهما كانت بدايته بسيطة، يمكن أن يكتب قصته بنفسه.

في أحد مقاطعه يقول:

«لو الناس قالتلك إنك مش هتنجح، ابتسم... لأن ربنا هو اللي بيقرر مين يوصل».

كلماتٌ بسيطة لكنها تختصر فلسفة عمرها ألف عام: الإيمان بأن الطريق لا يُقاس بطول المسافة، بل بصدق النية.

الجميل في قصة ذكي أنه لم ينتظر الظروف لتتغير. بدأ بما يملك: هاتفه، فكرته، وإيمانه. صور مقاطع قصيرة من غرفته، من الشارع، من أي مكان يجد فيه زاوية من الضوء. لم تكن الإضاءة مثالية ولا المعدات احترافية، لكن الرسالة كانت صادقة، والصدق أقوى من أي كاميرا.

ومع الوقت، بدأت القصص الصغيرة تجد طريقها إلى الناس. كل تعليق إيجابي كان طاقة جديدة، وكل رسالة شكر من متابع كانت شمعة في طريق طويل.

ورغم أن طريق الفن محفوف بالتحديات، إلا أنه مؤمن أنه سيصل. يقول دائمًا:

«أنا متأكد إني هوصل بفضل ربنا».

هي ليست جملة ثقة بالنفس فقط، بل إيمانٌ عميق بأن النجاح رزقٌ يُمنح لمن يسعى بصدق.

من يسمعه يتحدث يدرك أنه لا يسعى إلى الشهرة من أجل الشهرة، بل يريد أن يصبح صانع أمل، لا مجرد صانع محتوى.

ربما لو وُلد ذكي في زمنٍ آخر، لكان كاتبًا أو صحفيًا، لأن طريقته في الكلام تشبه الحكاية التي تُروى للناس كل مساء. لكنه وُلد في زمن الكاميرا، فاختار أن تكون الكاميرا قلمه، وأن يكون المحتوى رسالته.

هو واحد من جيلٍ جديد لا ينتظر أن يكتشفه أحد، بل يصنع فرصته بيديه.

جيل يملك أدواته وصوته، لكنه يحتاج أن يحتفظ بروحه الإنسانية وسط زحام العالم الافتراضي.

في قصص كثيرة على الإنترنت، نرى شبابًا يسعون وراء الشهرة، لكن قلّ أن نرى شابًا يسعى وراء الأثر. وذكي هو من القلة الذين فهموا أن التأثير الحقيقي لا يأتي من الصخب، بل من الصدق.

حين يضحك، تضحك معه؛ وحين يتحدث عن الأمل، تشعر أنه لا يبيعك شعارات، بل يشاركك تجربته.

قد يأتي يوم قريب يراه الناس على الشاشة الكبيرة، ممثلًا في فيلمٍ يحمل رسالة نبيلة. وربما سيذكر البعض أنه بدأ من مقاطع صغيرة على «تيك توك» كانت تُدخل الدفء إلى القلوب.

لكن ما سيتذكره الجميع حقًا هو أنه كان يؤمن بأن من يصدق في حلمه، سيصل — ولو بعد حين.

في عالمٍ سريع الإيقاع، يميل فيه الناس إلى السخرية أكثر من الإلهام، يظهر شاب اسمه ذكي ليذكّرنا أن «الكلمة الطيبة صدقة»، وأن الفن الحقيقي ليس في عدد المشاهدات، بل في أثره على الناس.

هذه هي قصته:

شاب بدأ من الصفر، يحمل هاتفًا وإيمانًا، يريد أن يصنع أفلامًا تغير حياة الناس.

وفي كل مرة يقول فيها بثقة:

«أنا متأكد إني هوصل بفضل ربنا»

نبتسم جميعًا، لأننا نؤمن — مثله — أن من سار في طريق الحلم بإخلاص، لا بد أن يصل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً