اعلان

إبراهيم رضوان يكتب: الحذاء لا يزال في قدمي!

ابراهيم رضوان
ابراهيم رضوان

أرجو ألا يغضب الناصريون مني، فنحن على أبواب شهر أكتوبر، شهر الانتصار المجيد في حرب الكرامة واستعادة الأرض، شهر بطل الحرب والسلام الشهيد محمد أنور السادات صاحب القرار والانتصار.

منذ أيام شعرت بالأسى أمام محل أحذية بالإسكندرية بعد أن وجدت جزمة ثمنها أكثر من راتبي، ونظرت إلى حذائي القديم وحمدت الله أنه مازال في قدمي، ومر في ذهني تاريخ ارتداء المصريين للأحذية، تاريخ طويل ممتد منذ الفراعنة وليس صحيحا أنهم كانوا يوما حفاة، وهذا ما يحاول نفيه الناصريون كل عام في شهر أكتوبر، وأن عبد الناصر حارب الحفاة وكسا أقدام المصريين بالجزم، إضافة إلى نسبة انتصارنا في الحرب إليه وأنه هو الذي وضع الخطة لاقتحام خط بارليف.

كنت أتمنى من الناصريين جهدا أكبر من هذا، فليس أكبر ما صنعه ناصر هو توفير الأحذية للناس، فكما ذكرت المصريين يلبسون الأحذية قبل ناصر بآلاف السنين، وأكيد أن الزعيم خالد الذكر له إنجازات أكبر من هذا، فقد كان أبوه "بوسطجي" على قد حاله ولم يكن حافيا يوما ما وكذلك كثير من قادة ثورة 1952.

كنت أتمنى من الناصريين أن يبتعدوا عن شهر أكتوبر، فهو شهر السادات، فلا علاقة لعبد الناصر بحرب أكتوبر، ولم أكن أتخيل أن يصل الشطط ببعضهم إلى القول بأن ناصر جاء إلي السادات في المنام وحدد معه وقت الحرب ورسم خطة المعركة، وهو صاحب فكرة الصيحة التي زلزلت صحراء سيناء على لسان وحناجر الجنود "الله أكبر.. الله أكبر".. هل هذا كلام معقول؟.

لقد تصدى السادات لقرار الحرب، وخاض المعركة بجسارة، وانتصر، ثم خاض قرار السلام ببسالة بعد أن أدرك أنه يحارب قوى عظمى، وأنه لن يكرر الخطأ ويضحك على العالم مدعيا بطولات زائفة على حساب الوطن، لقد كان الرجل استثنائيا، ويجب أن نعيد الاعتبار إليه، كان بطلا للحرب والسلام، ربما كانت له أخطاء سياسية أدت إلى مقتله، إلا أن هذا الوطن خصه الله برجال اللحظة الأخيرة وكان السادات أحدهم.

كنت أتمنى من السادة الناصريين الذين أطلقوا عليه أنه "آخر الأنبياء"، أن يعددوا إنجازه بعيدا عن "معركة الأحذية"، و"مجانية التعليم"، لأن بلادنا بها ألف نوع من التعليم، ولم يكن التعليم يوما طريقا للتقدم الاجتماعي منذ تفضيل أصحاب الثقة وتجهيل أصحاب الكفاءات.

اذكروا للأجيال الجديدة أخطاء عبد الناصر قبل إنجازه، فليس معنى أن معاقرة الزعيم أحمد عرابي للخمر وإدمانه للقمار أنه كان خائنا، ولكنه تعرض للخديعة، ولم ينظر للأمور بعين القائد المحنك، وليس معنى أخطاء وكوارث الناصرية أن ناصر كان خائنا، ولكنه تمدد وجدانيا، وكانت النتيجة ما دفعه ويدفعه الوطن حتى اللحظة.

يا ناس، المصريون لم يكونوا حفاة يوما ما، وليس من المعقول أن يهتم ناصر بكسوة أقدامهم ويترك عقولهم فارغة، قولوا أي شيء، قولوا إنه بنى الهرم الأكبر، ولكن ابتعدوا عن حرب أكتوبر، فلها صانع واحد هو محمد أنور السادات ولو كره الكارهون.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً